حاول أكثر من 300 شخص التأثير على زوار معرض الكتاب الدولي في الرياض، أمس، سموا أنفسهم «محتسبين»، لتطال انتقاداتهم كل المتواجدين والزوار والإعلاميين، وفي المقدمة وزير الإعلام الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة. وانتشر العشرات في أرجاء المعرض، لتبدأ الملاحقات، وما اعتبره بعض الحضور، توزيع كم من ألفاظ «التكفير» على النساء الحاضرات، وفي مقدمتهم المدعوات في اللقاءات التليفزيونية على هامش المعرض. واكتفى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة، بجملة «جزاكم الله خيرا»، للرد على الانتقادات والتهجم اللفظي. وبدأ الموقف المحرج، عندما كان الكاتب الإعلامي تركي الدخيل منشغلا بالتوقيع على إصداره الجديد، ليباغته أحد الطلاب بالقول «اتق الله فيما تقدمه في برنامجك إضاءات، حيث تستضيف الإعلاميين والليبراليين، واتق الله فيما تكتب من أمور لا تتناسب مع عقيدتنا الإسلامية». وفيما سارع أحد الإعلاميين للرد نيابة عن الدخيل، بادر عدد من طلاب العلم بالتهجم عليه بالألفاظ، الأمر الذي أثار إرباكا وسط الحضور. ولم يكتف أولئك الأشخاص بهذا الانتقاد الفردي، بل طال التهجم كلا من تركي الحمد، وعبدالله القصيبي، ليمتد الأمر إلى التجول في أرجاء المعرض، وما اعتبروه نصح النساء، بالتأكيد على أنه يجب أن يقرن في بيوتهن، ويلتزمن بغطاء الرأس. وحسب المصادر فإن طلاب العلم «حضروا للتوعية الدينية، ونصح الزائرات الحاضرات للمعرض، بتعليمات الستر وتغطية الوجه، ولم يتعلق حضورهم بالشراء أو تفقد المعرض كزائرين». واستوقف عدد منهم وزير الإعلام، خلال جولته في جناح دور النشر المصرية، رافعا صوته «اتق الله في وزارتك وفيما تعرضونه من برامج لا تليق»، فرد الوزير بالقول «جزاكم الله خيرا». وسارع عدد من رجال الشرطة بالتدخل، ودعوا طلاب العلم إلى الالتزام بالتعليمات، وأدب المعارض، وإلا سيتم إخراجهم لخارج المقر. وبدأت الملاسنات بين عدد من الأشخاص، الذين بلغ عددهم نحو 300 شخص، والجهات المنظمة للمعرض، حيث بادر أحدهم باتهام المشرف العام على المعرض أنه أشهر السلاح عليهم، ليتدخل رجال الأمن لتهدئة الموقف وحسم الأمر، لكنهم امتدوا لجنبات المعرض، وبدؤوا في استيقاف النساء، وتوبيخهن لما اعتبروه تبرجا، إلا أن إحدى الزائرات اللاتي وجدت توبيخا وتدعى «د. ع» نفت ل «شمس» تبرجها، واتهمتهم بتكفيرها على امتداد الممر «أبلغني أنني في النار، رغم أنني منقبة، وبرفقة والدتي، ولا أعرف على ماذا استندوا في هذه التهم». كما استوقف عدد منهم الصحفيين خلال تغطيتهم الحدث، لما اعتبروه اختلاطا بين المحررين والمحررات، الذين اهتموا بمتابعة تفاصيل المشادات في إطار تغطية الحدث. وكشف أحدهم ل «شمس» أنهم ليسوا من الهيئة «نحن محتسبون لوجه الله، وما يحدث داخل المعرض لا يرضي الله، فهناك الاختلاط المحرم». وداهمت مجموعة الزائرات أمام قاعة أحمد عبدالغفور عطار، أمام دار الكفاح، لتعلو أصوات الصياح بين عدة أطراف، كما تجمهر البعض تحت مقر وزارة الثقافة والإعلام، حيث كانت تجرى لقاءات تليفزيونية، وذلك احتجاجا على ما اعتبروه تبرجا من بعض المذيعات. وفيما اضطر منظمو المعرض لإغلاق الأبواب لعدة دقائق، كشفوا أن ما حدث أثر في الحضور في الندوات «لم يحضر أحد، والجميع سارع بالابتعاد عن الموقع، وكانت القاعة شبه فارغة من الحضور، كما أثر الحدث على توقيعات الكتاب، الذين اضطروا لتأخيرها حتى حسم الأمر من رجال الشرطة والجهات المختصة، والذين اضطروا لإخراج أولئك الأشخاص من المعرض» .