اتهم العقيد الليبي معمر القذافي، أمس، تنظيم القاعدة بالوقوف وراء الاحتجاجات وأعمال العنف التي تشهدها بلاده. وقال في تصريحات عبر الهاتف للتليفزيون الليبي: «أدعو الليبيين إلى النزول إلى الشوارع لاعتقال عملاء القاعدة». وأضاف أنه ليس مسؤولا عما يجري من تخريب وتدمير، مشيرا إلى أنه لا يملك سلطة فعلية وإنما سلطة أدبية. وعدد القذافي إنجازاته طوال فترة حكمه منها أنه أعطى السلطة للشعب الليبي منذ عام 1977، مقارنا وضعه الحالي بملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، وقال إنها «حكمت 57 عاما»، مؤكدا أن أمر البلاد في يد الشعب ولجانه. تشهد ليبيا منذ عشرة أيام احتجاجات مناوئة لنظام القذافي وهجوم قوات الأمن بشكل عنيف علي المتظاهرين؛ ما أوقع مئات القتلى بين المحتجين. وبعد أسبوع من العنف تخلصت بعده مدينة بنغازي الشرقية من سيطرة الحكومة، بدأت بنغازي التي يسكنها نحو 700 ألف نسمة تدير نفسها بنفسها عن طريق لجان شعبية. وفي مدينة طبرق أحرق المحتجون مبنى لوزارة الداخلية. وكانت هناك هياكل 15 سيارة محترقة في ساحة المبنى. ووقف نحو 30 رجلا يرتدون الملابس المدنية للحراسة. وبعد أن سيطرت على شرق ليبيا ومدنه، التي اشتهرت بسبب ما دار فيها من معارك خلال الحرب العالمية الثانية، تنوي المعارضة الليبية الزحف نحو العاصمة طرابلس للإطاحة بنظام القذافي. وأفاد مراسلون وسكان بأن طبرق ودرنة وبنغازي التي كانت مركز حركة الاحتجاج وتبعد ألف كلم شرق طرابلس، باتت بين أيدي المعارضين. وتحتوي هذه المنطقة، التي يحدها البحر المتوسط شمالا والصحراء الليبية جنوبا، على حقول نفط غنية تزود الميزانية الليبية. وفي أول مؤشر على إمكانية أن تتطور المواجهات المستمرة في ليبيا إلى مواجهة عسكرية مع الغرب، أكد مسؤول عسكري أمريكي رفيع لشبكة «سي إن إن، أمس، أن وزارة الدفاع «البنتاجون» تنظر في «جميع الخيارات» المحتملة لدعم الرئيس باراك أوباما، في التعامل مع الوضع الراهن. وقال المصدر: «وظيفتنا أن نجعل الخيارات متاحة من الجانب العسكري، وهذا ما نفكر فيه الآن، سنقوم بتزويد الرئيس بالخيارات التي قد يحتاج إليها، والتي تضع ضمن أولوياتها حماية المواطنين الأمريكيين والمصالح الأمريكية، ووقف العنف ضد المدنيين الليبيين». ورغم أن المصدر بدا حذرا إزاء التفكير في أن الجيش الأمريكي أصبح «على مشارف غزو السواحل الليبية»، إلا أنه رفض الكشف صراحة عن طبيعة الدور الذي قد تقوم به القوات. وكان الرئيس أوباما وجه كلمة مقتضبة حول تطورات الأوضاع في ليبيا، في وقت مبكر أمس، قال فيها إن ما يحدث في المنطقة «تغيير تقوده الشعوب ولا علاقة لأمريكا به»، مطالبا السلطات الليبية بوقف العنف وإيصال المساعدات للمحتاجين. ودعا أوباما إلى محاسبة ليبيا إذا لم تف بمسؤوليتها تجاه شعبها، فيما عبر عن تعازيه للضحايا الذين سقطوا. وقال: «على ليبيا أن تتحمل المسؤولية لفشلها، وأن العالم يراقب ما يحدث». وكان عدد من المراقبين أشاروا إلى أن سبب تأخير كلمة أوباما هي توقيتها مع بدء إجلاء الأمريكيين من ليبيا. واعتبر الرئيس الكوبي السابق فيديل كاسترو أن أمريكا «لن تتردد» أمام أي طلب لاجتياح ليبيا للسيطرة على مواردها النفطية. وأكد «إنها ربما مسألة ساعات أو أيام»