تتغير سهول باتاجونيا المشتركة بين الأرجنتين وتشيلي التي تنحدر وصولا إلى المحيط الأطلسي وتشكل الطرف الأسفل من قارة أمريكا اللاتينية باستمرار مع تغير الفصول. والمنطقة تم استكشافها على يد المغامر الأشهر ماجلان عام 1520، وتعيش فيها حاليا حيوانات الفقمة وأسود البحر وطيور البطريق والحيتان القاتلة ومجموعة كبيرة ومتنوعة من الأسماك وحيوان اللاما وطيور الرية والثعالب والثعابين والأسود الأمريكية، مكونة فسيفساء بديعة لمملكة حيوانية متنوعة، بين طيور وكائنات تدب على الأرض وأخرى تسبح في الماء. يحسب الزمن في شبه جزيرة فالديس الأرجنتينية التي تقع في نهاية النصف الأسفل من أمريكا اللاتينية بأنواع مختلفة من التقويم. فهناك تقويم يعتمد على حركة الشمس، وآخر على القمر وثالث يستند إلى الملاحة البحرية، ورابع إلى الطبيعة، كما أن هناك تقويما للسياحة، وتقويما يتغير يوميا بحسب المد والجزر. وفي الفترة من يونيو وحتى ديسمبر، يكون حوت كيب الجنوبي ملك المنطقة بلا منازع. يسبح هذا الحوت في المياه الساحلية من أجل أن يضع مولوده وأيضا من أجل البحث عن الطعام. ويمكن رؤية الحوت في مدينة بويرتو مادرين، عند رأس شبه جزيرة فالديس. تلمع ظهور تلك الحيوانات الثديية العملاقة تحت أشعة الشمس، وتبرز زعانفها عالية تجاه السماء. الاقتراب من تلك الحيوانات الضخمة على شاطئ «إل دوراديلو» أمر رائع. لكن الأمر الأكثر روعة هو مشاهدة الحيتان من قوارب تقلع من «بورتو بيراميدز» في جولات في المياه الساحلية. يقول قبطان أحد تلك القوارب خلال مناورة بالقرب من أحد الحيتان ذات الظهور الزرقاء، «لا يمكن توقع أي شيء هنا». ويمكن أن يقترب الحوت بصورة أكبر لدرجة يبدو فيها أنه ملاصق للسفينة. لكن يمكن لتلك الحيتان أن تسبح بسرعة شديدة إلى داخل البحر. كما أنه لا يمكن توقع سلوك حيوانات الفقمة عندما يغوص السياح وهم يرتدون ملابس الغوص ونظاراته وأجهزته في المياه للاقتراب من تلك الحيوانات. ويأتي عدد كبير من تلك الحيوانات، ليسبح بجوار البشر وبينهم وأسفل منهم، لكن مرة أخرى ربما لا يحدث شيء. ويقول قبطان القارب إن تلك الحيوانات «لا تتمتع بمزاج معتدل دائما»، ويمكن ملاحظة أسود البحر على بعد نحو ياردة، حيث تبحث حيوانات الفقمة عن الحبار، مصدرها الأساسي للتغذية. تعد شبه جزيرة فالديس المكان الوحيد في العالم الذي يمكن فيه مشاهدة عجول البحر على اليابسة. والسبب في ذلك هو أن تلك المخلوقات، التي تفضل عادة البحث عن أماكن استراحتها في جزر نائية، غالبا ما تخلط بين خط الساحل الممتد لمسافة طويلة في شبه الجزيرة وأحد المناظر الطبيعية لجزيرة ما .