كشفت دراسة حديثة أن النساء السعوديات يسيطرن على الحجم الأكبر من مجمل الثروات النسائية في الخليج، مشيرة إلي أن 46 % من هذه الثروة مملوكة للسعوديات، في حين تأتي الكويتيات في المرتبة الثانية يليهن النساء الإماراتيات ثم نساء قطر، وبعدها البحرين، وأخيرا النساء في سلطنة عمان. وذكرت دراسة ثانية، أن السعوديات يملكن 1500 شركة تشكل نحو 3.4 % من إجمالي الشركات العاملة المسجلة في المملكة. وشغل الدور الاقتصادي لسيدات الأعمال في منطقة الخليج، جلسات «ملتقى الأعمال الأول» الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة الشارقة أخيرا، برعاية ولي العهد ونائب حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي وذلك شعار «التكاملية بين السوق الخليجية وقطاع الأعمال». وقدرت دراسة أجرتها مؤسسة «مايفير لإدارة الثروات» المتخصصة في مجال توفير الخدمات الاستشارية الاستثمارية والمالية، حجم الثروة التي تستثمرها سيدات الأعمال الخليجيات بنحو 40 مليار دولار، فيما توقعت شركة «أدفانتج للاستشارات الإدارية والمالية»، ومقرها الكويت، أن تنمو ثروات الخليجيات لتصل إلى 100 مليار دولار خلال عام 2011. وأكد التقرير الذي أصدرته «أدفانتج للاستشارات» أن ثمة حاجة ل«تحرير إمكانيات المرأة، وعدم فرض القيود عليها، إضافة إلى فتح الطريق أمامها للمشاركة في اتخاذ القرار الاقتصادي، لتصبح مفتاح النمو. وأظهر التقرير أن ثروات النساء في المنطقة ارتفعت ارتفاعا هائلا عبر الأعوام، مشيرا إلي أنه قد حان الوقت للمؤسسات المالية للانتباه إلى منجم الذهب «النائم»، والبدء في تقديم خدماتها لهذا القطاع من السوق الذي لا يزال في انتظار الاستفادة منه، موضحا أن هذا القطاع ظل مهملا لأعوام عديدة مع تركيز كبرى المؤسسات المالية على قطاع الرجال، وقد أدى ذلك إلى ضياع العديد من الفرص المربحة التي كان يمكن استغلالها إذا كانت هناك توعية أكبر بهذا المفهوم للجمهور. أداء استثنائي وحسب التقرير نفسه، فإن السيدات اللواتي شغلن مناصب عليا في مختلف القطاعات سواء في الجهات الحكومية أو مؤسسات القطاع الخاص أظهرن أداء استثنائيا، ويمثل هؤلاء النساء مصدر إلهام لغيرهن من بنات جنسهن، ما شجعهن على القيام بأدوار أكبر في مجتمعاتنا، وأعطاهن الأمل في إمكانية تحقيق النجاح في شتى مجالات الحياة إذا ما تم توظيف مهاراتهن في الأماكن المناسبة، مدللا على ذلك بالعديد من النماذج الناجحة، مثل سعاد الحميضي، ولبنى العليان، والدكتورة ناهد طاهر، ومها الغنيم، وسواهن من سيدات الأعمال المعروفات. وقالت رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة «أدفانتج» الخبيرة المالية صفاء الهاشم، إن فريقا تسويقيا تابعا لشركتها في عدة دول خليجية، تمكن من رصد ظاهرة «الأموال النائمة» أو الخاملة، خلال لقاءات مع عدد كبير من السيدات الخليجيات. وأوضحت الهاشم أن البنوك الأجنبية التي تضررت كثيرا من الأزمة المالية العالمية هي التي تنبهت مبكرا لثروات السيدات الخليجيات، حيث حاولت الحصول على حصة الأسد من هذه الثروات لتعويض بعض خسائرها في الأسواق العالمية. وأشارت الخبيرة الكويتية إلى أن الهدف من الكشف عن ثروات السيدات الخليجيات هو دفع البنوك المحلية الخليجية إلى استثمار إمكانيات هذه الفئة، وفي الوقت نفسه حث السيدات الخليجيات على دخول المشاريع طويلة المدى في البنية التحتية. الممولات الجدد وفقا لدراسة «مايفير لإدارة الثروات»، فإن السوق الخليجية تشهد حاليا ظهور نوع محدد من مستثمرات الأموال المالكات لرأس مال موروث، حيث يسعين لإحراز تقدم في القطاع المالي. ورصدت الدراسة تزايد عدد المستثمرات في الأسهم على صعيد الخليج، ويعتبرن سلالة جديدة من الممولات اللواتي تبحثن عن الاستثمارات عالية المستوى لتعزيز محافظهن الاستثمارية، في وقت تمثل فيه المرأة 35 % من قوة سوق العمل في الخليج. من جهة ثانية، كشفت دراسة أعدها «مركز الخليج للدراسات» في قطر، أن سيدات الأعمال السعوديات يملكن 1500 شركة، تشكل نحو 3.4 % من إجمالي الشركات المسجلة بالسعودية، فيما أكد «البنك الدولي» أن إجمالي أرصدة السعوديات في المصارف المحلية يقدر بنحو 60 مليار ريال، وأن إجمالي حجم ما تملكه سيدات الأعمال في المملكة يتجاوز 45 مليار ريال في البنوك السعودية، بينما تبلغ قيمة الاستثمارات العقارية المسجلة باسم السعوديات نحو 120 مليار ريال، في حين أن 20 % من السجلات التجارية في السعودية بأسماء نساء. وفي الإمارات يبلغ عدد سيدات الأعمال نحو 11 ألف سيدة، يمتلكن حجم مدخرات تصل إلى عشرة مليارات دولار أمريكي. أما في الكويت، فتشكل النساء 40 % من العاملين في قطاع المال، في حين يبلغ عدد سيدات الأعمال في قطر نحو 500 امرأة. ووفق الدراسة يبلغ عدد سيدات الأعمال المنتسبات إلى غرفة تجارة عُمان 4724 سيدة، يمثلن 4 % من إجمالي المشتركين بها، في الوقت ذاته تمثل النساء 25 % من إجمالي القوى العاملة في البحرين، ثلثهن يعملن في قطاع التمويل، علما بأن النساء البحرينيات يمتلكن ثلث الشركات في البلاد. تحديات التمكين على الرغم من التقدم الذي تحققه سيدات الأعمال الخليجيات، يوما بعد يوم، فإن هناك العديد من التحديات التي تحول دون استيقاظ «الأموال النائمة» بالشكل المطلوب. وأظهرت دراسة أجرتها شركة «سكوبوس للاستشارات» في السعودية، أن المرأة تتمتع بقدرات كبيرة في مجال الأعمال وبيئة العمل المؤسسية، كونها تمتلك مهارات شخصية طبيعية مثل الذكاء العاطفي والقدرة على القيام بمهام متعددة والكفاءة التنظيمية ومهارات الاتصال، وهي أشياء بالغة القيمة والأهمية في عالم الأعمال، ولكن الجهود المبذولة لتطوير كامل القدرات القيادية لدى المرأة ليست كافية. وأشارت الخبيرة المصرفية البحرينية نجاح العالي إلى وجود عوائق تحول دون تبوء النساء مناصب قيادية في القطاع المصرفي والمالي الخليجي، وهي العوائق التي عزتها إلى «ثقافة المجتمع التي ترسخ دونية المرأة والتصورات التقليدية حول ضعف قدراتها العقلية والقيادية، فضلا عن عدم تطبيق التشريعات والقوانين التي تدعو إلى عدم التمييز، وضعف التنسيق بين المؤسسات الحكومية والأهلية لإقرار وتنفيذ استراتيجية وطنية لتمكين المرأة.