على الرغم من كثرة شركات الإنتاج الفنية التي تعنى بشكل مباشر بإنتاج الأعمال الدرامية إلا أن هناك ضعفا كبيرا في الإنتاج لا يوازي هذا الكم الهائل من شركات الإنتاج ولا يوجد شركات منتجة بشكل دوري إلا ثلاث شركات تقريبا وهي شركة الهدف للثنائي الطاشي عبدالله السدحان وناصر القصبي، وشركة الصدف للفنان حسن عسيري والتي تعتبر الأكثر إنتاجا في العام الواحد، وأخيرا شركة هزار للفنان فهد الحيان التي أصبحت تقدم سنويا عملا أو عملين، أما عدا هذه الشركات فينتج على استحياء مثل شركة الفنان عبدالرحمن الخطيب التي تقدم أعمالا درامية بشكل متقطع، وكذلك شركة المخرج عبدالخالق الغانم وعامر الحمود والمنتج وحيد جمجوم وكذلك فايز المالكي. كما أن معظم الفنانين يمتلكون شركات إنتاج لم يفعل دورها ربما لأنهم لا يملكون الجرأة للدخول في غمار الإنتاج أو لهم نشاط على استحياء، ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر المخرج عبدالخالق الغانم، الفنان سعد خضر، خالد سامي، عبدالله العامر، علي إبراهيم، عبدالإله السناني، سعد المدهش، بشير غنيم، عبدالله السناني، محمد المنصور، محمد حمزة، سمير الناصر، عبدالمحسن النمر وإبراهيم جبر وغيرهم. «شمس» أرادت أن تسلط الضوء على هذه الشركات وتكشف الأسباب وراء عدم فاعليتها في الإنتاج الدرامي السنوي، وتقديم رؤى مختلفة بدلا من الاستنساخ الحاصل في الأعمال الدرامية السعودية التي أصبحت مكررة ومملة إلى حد كبير ما جعل المشاهد السعودي يتجه إلى الأعمال العربية ولا سيما السورية التي أصبحت علامة مميزة لجودتها وتنوعها بين التاريخي والكوميدي والدراما المعاصرة للواقع العربي الحديث، وفي هذا الشأن أخذنا آراء عدد من أصحاب هذه الشركات.. القنوات جزء من المشكلة من جانبه أكد الفنان سعد خضر صاحب مؤسسة السعدون للإنتاج الفني والتوزيع أن شركات الإنتاج ليست حكرا على إنتاج الأعمال الدرامية فحسب وقال: «شركات الإنتاج تنتج العديد من الأعمال مثل البرامج والأفلام الوثائقية، وكذلك تأجير المعدات والأستديوهات الصوتية التي لا يمكن أن تقوم بعملها دون تصريح شركة إنتاج، ولهذا فشركات الإنتاج كثيرة»، وفيما يتعلق بالإنتاج الدرامي قال: «بالتأكيد أن اللوم يعود على القنوات الفضائية فهي التي لم تعط الفرصة لشركات الإنتاج لعمل أعمال درامية فهي معتمدة على نفسها أو على شركة إنتاج متعاقدة معها، وهذا أمر خطأ فينبغي إعطاء الفرص للكل حتى يكون هناك تنويع في الطرح والفكر الدرامي»، وأضاف: «أقترح أن يكون هناك شركة توزيع تتكفل بتوزيع الأعمال الدرامية السعودية بعد إنتاجها على أن تأخذ مقابلا لتوزيعها لهذه الأعمال، وأتمنى أن تتكفل جمعية المنتجين السعوديين بذلك وتضعها في مقترحاتها المقبلة». من جهته ذكر الفنان علي إبراهيم صاحب شركة رؤية للإنتاج الفني أن وجود شركات الإنتاج أمر ضروري لتطور الدراما السعودية ولكن بشروط لا بد أن تؤخذ في الحسبان وقال: «أول هذه الشروط معرفة المنتج بكافة تفاصيل العمل الدرامي لعمل إضافة قوية للدراما وللإنتاج» وأضاف: «نحن نشاهد سنويا أعمالا لا تمت للدراما الحقيقية بصلة ومجرد حشو وكلام ساذج بعيد عن معنى كلمة دراما»، وعن غيابه عن إنتاج أعمال: «ليس غيابا بمعنى غياب ولكن إذا أردت أن تنتج ينبغي أن يكون هناك عمل قوي يحصد إعجاب المشاهدين ويحظى بقبول ورضا النقاد». عيب الفشل في الإنتاج من جهة أخرى أشار الفنان عبدالله السناني إلى أن الإنتاج أمر مهم والاستقلالية مطلوبة للفنان الذي يشعر داخله بالكثير من الأفكار ومقدرته على الوصول: «التجربة خير برهان على مقدرة الفنان الإنتاجية من عدمها، وليس عيبا أن يقدم الشخص تجربة إنتاجية لم يحالفها التوفيق ولكن المشكلة تكمن في الاستكانة إلى الخمول وعدم إعطاء الفرصة من قبل القنوات لتقديم العمل الدرامي أو الكوميدي الذي يرسخ في أذهان المشاهد».