في الأيام القليلة القادمة، ننتظر قدوم خادم الحرمين الشريفين طيبا معافى، ننتظر عودته لشعبه وبلده وسط أحبابه وأهله. ننتظره وننتظر منه مكرمة ملكية لشعبه المحب له فقد تعودنا منه العطاء والحب ولا نذكر مليكنا إلا بكرمه وقلبه الحنون، قلب الأب المحب والحريص على شعبه. فشعبه بكل أنواعه وأطيافه يتوقع منه المساواة في كل شيء، فمكرماته التي دائما تشمل أبناء الوزارات الحكومية وأطفال المدارس ومدرسيهم قد حان الوقت لأن تشمل موظفي القطاع الخاص وموظفي الشركات وعائلاتهم الذين يبذلون من وقتهم وجهدهم الكثير في العمل الخاص الذي يدعم اقتصاد البلد، وما لا يخفى عليكم حجم الجهد وطول ساعات العمل في هذه القطاعات، فهؤلاء ينتظرون عطاءكم كسائر أبنائكم وينتظرون أمركم لزيادة مادية أو إجازة رسمية تعطي راحة ومتنفسا لهم من عناء يوم كامل خارج منازلهم وبعيدا عن عائلاتهم! وأيضا لا ننسى من يعمل بنفسه مستقلا بمنشأته بعيدا عن كل المنافسات، فصاحب المتجر الصغير أو سائق سيارة الأجرة أو صاحب سيارة الخضار هم من أحوج الناس لمكرمتك، فجشع التجار وارتفاع الأسعار يضيق الخناق على أبناء الشعب ويجعل من المتطلبات الحياتية اليومية ثقلا كبيرا على أكتافهم، فهذا الجشع وهذا الطمع يضيق العيش عليهم وعلى عائلاتهم. فالحظ الوافر الذي يناله موظفو القطاع الحكومي ومنسوبو التعليم طلابا ومعلمين يشعر غيرهم من أبناء البلد بالتفرقة التي لا نفضلها ولا نرغب في تواجدها بين أبناء هذا الشعب الواحد. فيا ملك الإنسانية ويا رمز الحرص والمسؤولية ننتظر منك مكرمة تشمل كل أبناء هذا الشعب بكل أطيافهم، أجناسهم، طبقاتهم، ألوانهم، إمكانياتهم وقدراتهم. ننتظر عودتك بفارغ الصبر فقد اشتقنا لتواجدك واشتقنا لحضورك في بلدك، اشتقنا لتشريفك لمحافل هذا البلد وتزيينك لمناسباتنا وانتصاراتنا، والأهم من كل هذا أن تعود لنا بكامل صحتك وعافيتك. نسأل الله أن يسدد خطاكم وأن يوفقكم لما يحب ويرضى.