حققت الإمارات العربية خلال الفترة الماضية صعودا سياحيا لافتا حتى صارت وجهة أولى لكثير من الخليجيين. ووفق الخبراء السياحيين فقد استفادت الإمارات بما تمتلكه من مقومات لتطوير هذا القطاع، خصوصا ما يتصل بتوافر البنية الأساسية القائمة على نمط حديث، والاقتصاد القوي، فضلا عما قطعته في مجال العلم والمعرفة. وتظهر المكانة التي تحتلها مدينة دبي على خريطة السياحة العالمية مدى التطور الذي حققته الإمارات، فهذه المدينة باتت اليوم وجهة لقضاء الإجازات القصيرة، خصوصا للسياح القادمين من أوروبا والشرق الأوسط، وذلك لاحتوائها على بنية سياحية متطورة ووسائل جذب حديثة ومهرجانات ترويجية كمهرجان دبي للتسوق ومهرجان صيف دبي. وكانت الأزمة الاقتصادية العالمية محك اختبار لكثير من مدن العالم فضلا عن دوله، ورغم أن المدينة العربية التي تحاكي العالم الأول تأثرت بتلك الأزمة لكنها تجاوزتها من خلال تطوير منظومتها السياحية مثل سياحة المؤتمرات والتسوق وتوجيه الحملات الترويجية إلى دول الجوار، ووضع خطة بديلة لاجتذاب السياح بعد توقف وفود الدول الأوروبية بسبب الأزمات المالية المتوالية. وفي الآونة الأخيرة، باتت مدينة أبوظبي وجهة جديدة للسياح، وذلك بعد أن قامت باستثمار موارد الاقتصاد المحلي والدعم الحكومي، اعتمادا على وجود البنى المتكاملة لسياحة الأعمال، فيما كان الحدث الأكبر الذي أضفى المزيد من التميز على الزخم السياحي الإماراتي، سباق جائزة طيران الاتحاد الكبرى لسيارات الفورمولا 1، الذي أعطى المدن الإماراتية أضواء كاشفة عكست من خلالها قدراتها السياحية المتفوقة إضافة إلى جلب فعاليات ومؤتمرات طوال العام واستضافتها لبطولة كأس العالم للأندية التي حققت صدى واسعا للإمارة الحالمة وبقي أن نقول إن عالم فراري أبوظبي شكل معلما من معالم المنطقة. ومما أسهم في ترسيخ مكانة السياحة بالإمارات بروز الشارقة كوجهة مهمة للسياحة العائلية، وذلك بعد أن استطاعت جذب أكثر من ربع مليون سائح خليجي، هذا فضلا عن الومضات السياحية التي تحملها بقية الإمارات. وشكل دخول رأس الخيمة كونها محطة رابعة ضمن ركائز قطاع السياحة الإماراتي، تدشينا لمرحلة جديدة من مراحل تطور السياحة الإماراتية، حيث وضعت الإمارة خطة لمضاعفة عدد الغرف الفندقية، وتبعتها في ذلك إمارة عجمان، وزاد من مقومات السياحة الحديثة هناك، تأسيس الهيئة العامة للسياحة التي شكلت المظلة العريضة لنهضة السياحة وتطورها.