شهدت المملكة خلال الفترة الماضية حراكا سينمائيا خجولا تمثل في إنتاج مجموعة من الأفلام إلا إنها لم تبرز بشكل لافت لغياب الدعم وحداثة التجربة، وشاركت الأفلام السعودية في عدد من المهرجانات الخليجية وحققت نتائج مرضية نوعا ما. وشهد العرض الأول لفيلم «مناحي» في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض أحداثا بين رجال الشرطة وبعض المعارضين للعروض السينمائية الذين حاولوا منع الشباب من الدخول إلى صالة العرض، ووجهوا حينها خطابا شديد اللهجة لبطل الفيلم فايز المالكي، أعقبه اقتحام أشخاص لقاعة العرض موجهين حديثهم للجماهير، مطالبين بعدم تبذير أموالهم وحضور مثل هذه الفعالية فيما اكتفى المالكي بالرد عليهم بقوله «حسبي الله ونعم الوكيل». وواجه الفيلم ذاته مضايقات من قبل محتسبين أثناء عرضه في مجمع تجاري كبير، ما دعا مالك المجمع إلى الإعلان عن إيقاف العروض وتعويض الجماهير التي اشترت التذاكر منذ وقت مبكر. كما تحركت الأندية الأدبية في المملكة لدعم النشاط السينمائي بتخصيص ليال سينمائية تعرض من خلالها بعض الأفلام، إلا إن اقتصارها على النخبة أسهم في عدم وصولها بشكل أكبر للمتلهفين للسينما في المملكة. ونظمت بعد ذلك فعاليات سينمائية مختلفة، كان آخرها على ضوء منتدى التنافسية الدولي الذي اختتم فعالياته في الرياض منذ أسبوعين، حيث قدم مجموعة من الأفلام التي أنتجت في الخارج وكان الحضور مقتصرا على ضيوف المنتدى وكبار الشخصيات. وترجع معرفة السعوديين بالسينما إلى ستينيات القرن الماضي، حيث كانت هناك أماكن لعرض الأفلام، ولكن لم تحظ العروض وصالاتها حينها بتأييد رسمي، ولم تقدم لها وزارة الإعلام ما يكسبها الشرعية.