غادة عادل مصطفى شعبان أروى جودة أحمد السعدني تمثيل: سيناريو: محمد ناير إخراج: مجدي الهواري النوع: دراما بوليسية «لو الحياة آلة موسيقية والناس أوتار، وفيه وتر فاسد، يبقى لازم نظبط الأوتار عشان ميكنش فيه أي نشاز في اللحن».. بهذه الجملة يفتتح فيلم «الوتر» مقطوعته البصرية والموسيقية ليقدم بحثا في الفضاءات النفسية للإنسان حين تزاح الأقنعة الاجتماعية عن الوجوه، لتظهر في الصورة تلك الندوب والتشوهات النفسية التي حفرتها فظاعات الواقع عميقا في ذاكرتنا الرطبة. يبدأ الحدث الدرامي بضابط المباحث «محمد سليم» وهو يحقق في جريمة قتل ضحيتها الموسيقار الشاب «حسن»، وهنا يتابع الفيلم أحداثه عبر تفكيك الحكاية وإعادة ترتيب الأحداث حسب خيالات هذا الضابط، فالقصة هي قصة المتهمتين الرئيسيتين بالقتل، الأختين «ميسة ومنة» اللتين تربتا بعد وفاة والدهما الموسيقار الحنون في جو أسري فظيع, على يد زوج والدة فظ ولا أخلاقي يعتدي على الطفلة ميسة، وتكبر البنتان فتقعان معا في حب «حسن» الذي يعمل في نفس الفرقة التي تعزفان فيها على آلتي «الكمان والتشيللو»، ثم سنعلم أن الضابط قتل عن طريق الخطأ زوجته الفنانة التشكيلية أثناء تعرضها لمحاولة اغتصاب بدلا من قتل المعتدي! إلا أننا نكتشف أن الضابط كان يقصد أن يصوب الرصاصة إلى زوجته الخائنة، وتتوالى سرديات الحدث والكل متهم، لنكتشف في النهاية أن الفتاتين شاركتا في جريمة القتل التي ارتكبها الجميع انتقاما من حسن بسبب تلاعبه بعواطفهما. قصة الفيلم نسجها المنتج والمخرج «مجدي الهواري» ليصوغ السيناريست المبدع «محمد ناير» بنيانها السردي بطريقة غير تقليدية ويجسدها بمعالجة بصرية وظف فيها مقومات الفن كاللوحات الفنية التشكيلية التي ترسم ملامح الشخصيات قبل أن تتحرك، وببناء درامي تدخل في صلبه المقطوعات الموسيقية بوصفها وحدة أساسية، وبالاعتماد على استفزاز أقصى طاقات الممثلين وأدائهم الذي جاء مبهرا. «الوتر» وإن كان فيلما بوليسي الطابع إلا أنه يقترب كثيرا من أجواء الأفلام الغنائية بمزاوجة فريدة تخرج عن تجارية السوق التي تشهدها الكثير من الأفلام المصرية الحالية، وتعيد السينما إلى مكانتها الإبداعية.