يترقب عدد من الشباب والفتيات في العالم الاحتفال بما يسمونه «عيد الحب» الذي جرت العادة على تخصيص يوم 14 من فبراير لاستعادة ذكرى القديس فالنتين الذي تضاربت الروايات التاريخية حوله بصورة تثير الشك حتى في الأوساط المسيحية نفسها. وبعيدا عن هذا الشأن المسيحي والتاريخي الملتبس، ينادي عدد كبير من علماء المسلمين اليوم بمحاربة هذه المناسبة التي لا يقرها الإسلام، مع توضيح لشمولية هذا الدين الذي لا يحصر الحب في يوم واحد ولا يقصره هذه العاطفة النبيلة على العلاقة بين الجنسين فحسب. كيف نهنئهم بعيد وثني؟ ينطلق الدكتور عبدالعزيز الراجحي، عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام، في تحريم هذا الاحتفال من قاعدة عقدية عامة تنهى عن مشاركة اليهود والنصارى بأعيادهم أو تهنئتهم فيها كما أفتى جمهور العلماء، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية «لا ينبغي أن نحابيهم على حساب ديننا، كأن نتبادل معهم الهدايا في مناسباتهم التي لا تقرها الشريعة، فكيف نهنئهم على السجود لصنم أو شرب الخمر؟!». ومن خلال القراءة التاريخية لعيد الحب، يرى الراجحي أن هذه المناسبة تورث محبة الكافرين «فهو عيد وثني نصراني لا يجوز الاحتفال به أو إظهار ما يدل عليه تحت أي مبرر، كما يحرم بيع ما يكون وسيلة له، فهذا من باب التعاون على الإثم والعدوان، ومن الرضا بالباطل وإقراره». ويعزو الراجحي مظاهر الاحتفال بعيد الحب التي تنتشر في شوارع بعض البلدان الإسلامية إلى جهل الناس بدينهم وتعلقهم بالتقاليد الغربية التي تحرمها الشريعة «فشباب المسلمين وفتياتهم يجهلون هذا المنكر العظيم حين يتبعون سنن الأمم الكافرة اتباعا أعمى دون علم ولا هدى». ويسعى الراجحي إلى تبصير هذه الفئة من الشباب والفتيات بأمور دينهم «للوقوف على أصل هذا العيد المزعوم حتى يتبين لهم حكم الشرع فيه دون شك ولا مداراة» .