إنها ليلة رأس السنة، بزعم المسيحيين أنه احتفال لميلاد المسيح «عليه السلام» ولكنه في الواقع خلاف ذلك، لقد تعدى بمراحل كونه احتفالا دينيا إلا أنه لا يرافقه أي اعتقادات دينية, ومليء أيضا بالفساد وشرب الخمور الذي تحذر النصوص النصرانية منه، هذا أولا، أما ثانيا، المحتفلون أنفسهم لا يمتون للمسيحية بصلة بل إن الإحصاءات أثبتت أن واحدا من كل أربعة بأمريكا بعمر «1829» لا ينتمون لدين محدد وأن 28 % من الأمريكيين قد ارتدوا عن دينهم ليس تغييرا للمذهب ، ولا يذكرون المسيح إلا إذا أراد أحدهم أن يشتم صاحبه. فقد أصبح موسما لقضاء الإجازات وتبادل الهدايا و«القبل» ومحاولة يائسة وبائسة لتقوية الروابط الاجتماعية غير الموجودة أصلا في المجتمع الغربي والأمريكي على وجه الخصوص. أما على المستوى العربي والسعودي على وجه التحديد فلم يكن احتفالهم برأس السنة «من خلال الرسائل والإنترنت والبلاك بيري وغيره» نوعا من الميل الديني بل هو أقرب إلى التطبع، أي لو كان حال المسلمين ليس كما هو الآن وكانوا هم في العالم الثالث لوجدانهم يحتفلون بعيدي الفطر والأضحى كما نفعل تماما! أي أن المسألة ليست دينية بحتة، على كل حال نحن لا نريد لأعيادنا أن يحتفل بها غيرنا لأنها جاءت لنا فرحا بعد صوم أو حج. من جهة أخرى، طبقا لنظر «السعوديين المقصودين أعلاه» الاحتفال نوع من مواكبة التغييرات ولزوم «التكشخ» و«تخقيق البنات» ولاسيما أن بارك لها بلغة إنجليزية وبلكنة أمريكية رائعة فقد خطف قلبها خطفا! وأنه بذلك متحضر يرفض تزمت رجال الدين. وقد يراه البعض مجرد رغبة بالاحتفال لا أكثر, وذلك يرجع واقعا أن أعيادنا لا تتعدى كونها اجتماعا عائليا كبيرا مع ملابس «كشخة» + «طرطعان» أو «لحم» على حسب العيد, ولذلك أنصح بشدة إقامة احتفالات كبيرة في أعيادنا تتعدى «طراطيع ملعب الملك فهد ومسرحيات مناحي»، وما المانع من العد التنازلي والاحتفال باللحظة كما في رأس السنة، سترون حينها مقصدي أنها ليست مسألة دينية بل «رغبة في الاحتفال». عبدالله بن خالد