احتالت إحدى شركات الغذاء التي ساهمت في التبرعات العينية للمتضررين في كارثة سيول جدة الثانية، حيث أرسلت معونات غذائية كثيرة إلى مقر تجمع المواد الغذائية في معرض الحارثي، وتبين أنها مواد فاسدة لا تصلح. وكشف أحد الشباب المتواجدين في المكان أن سيارة شحن كبيرة وصلت، قبيل صلاة ظهر أمس الأول، من إحدى الشركات الغذائية، أرادت أن تساهم في حملة جمع المعونات للمتضررين. وأضاف نواف العمودي: «تواجدت في المعرض نحو الساعة التاسعة صباحا، وطبيعة عملي في قسم الجودة، حيث نهتم فقط بنوعية المواد التي تصل، إضافة إلى التركيز على تاريخ الانتهاء، خشية أن تكون فاسدة، إضافة إلى بعض البضائع التي تكون مستعملة فإننا نمتنع عن استقبالها، وصعدنا على ظهر الشاحنة التي وصلتنا أخيرا من إحدى الشركات، لنتفقد البضاعة الموجودة، وإذ بإحدى الصناديق وجدناها مفتوحة، ليكتشف أحد الشباب رائحة كريهة تصدر منه، فورا توجه بالصندوق إلى قسم الجودة، وتم تفحص العينة ليكتشفوا أن البضاعة بأكملها فاسدة وغير صالحة، والغريب أن التاريخ الذي كان مطبوعا على الكراتين يوحي بأنها غير منتهية الصلاحية، حيث إنه تبقى عليها أكثر من شهرين، إلا أن العينة التي وجدناها كانت متعفنة تماما». وأشار العمودي إلى أن الشاحنة كانت تحمل على ظهرها معلبات من الفول والحمص، إلا أن مسؤولة قسم الجودة أمرت برد البضاعة إلى الشركة، وعدم استقبال أي بضاعة أخرى تصل إلى المعرض من هذه الشركة مجددا: «ويبدو أن هذه الشركة استغلت احتياج المعرض إلى المواد الغذائية فأرسلت هذه البضائع المتعفنة إلى المعرض من غير إحساس بالمسؤولية أو خوف على الأهالي التي ستصلهم هذه البضائع، كما أن الأربعاء الماضي كان آخر أيام جمع المعونات الغذائية والمستلزمات وغيرها من حاجات المتضررين، وقد يتم تمديد الفترة لأيام مقبلة لو وجدنا أن الاحتياج زاد، وإلا فيبقى اليوم المحدد حسبما أعلن».