نجحت وساطات أهل الخير يتقدمهم شيخ شمل قبائل عبيدة الشيخ مناحي بن ذيب بن شفلوت وعدد كبير من مشائخ وأعيان ووجهاء القبائل، في إنقاذ حياة سيدة تسعينية من الموت قصاصا بعد إدانتها بقتل سيدة أخرى في منطقة عسير. وكانت جموع كبيرة توافدت صباح أمس إلى منزل والد المجني عليها في مركز طريب حيث دارت مفاوضات بين الطرفين بمشاركة وتدخلات الشيوخ والأعيان الذين سعوا إلى طلب العفو وإصلاح ذات البين تلبية لرغبة نائب خادم الحرمين الشريفين الذي تكفل بعتق رقبة المسنة على نفقته. وقد استجاب أهل الدم لنداءات الصلح لكنهم طلبوا من أبناء الجانية اليمين بأنهم لم يشجعوا ولم يعلموا بالحادثة إلا بعد وقوعها، بعدها تبادل الجميع السلام وجلسوا في خيمة واحدة أعدت لاستقبال الوفود. وفي داخل السجن العام في جازان لم تسع الفرحة الشاب حسن بن سلمان الفيفي «23 عاما» المحكوم عليه بالقصاص منذ سبعة أعوام بعد أن زف له رئيس لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم «تراحم» علي زعلة, البشرى بتنازل أهل الدم عن القصاص وذلك ابتهاجا بشفاء خادم الحرمين الشريفين وتقديرا لشفاعة أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز. وقد ظهر الفيفي أثناء تلقيه تهاني رئيس اللجنة بحضور مدير الشعبة بالنيابة المقدم محمد بن يحيى الصميلي في حالة معنوية مرتفعة وهو يغالب دموع الفرح لهذه النهاية السعيدة لمعاناته النفسية الطويلة التي حفلت بالقلق والخوف، مبديا في الوقت نفسه ندمه الشديد على الجريمة التي ارتكبها بحق أحد زملائه تحت وطأة الطيش والانفعال.