أكد وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله، مكانة المرأة في المملكة، والتوجهات المستقبلية في منحها المزيد من فرص الترقي والعمل في الخدمة الوطنية، مشيدا بنجاحها الأسري والتطوعي والعلمي في كثير من المجالات الوطنية. وأوضح خلال استقباله في مكتبه بالرياض أمس، وزيرة التعليم والعلوم الفنلندية هنّا فيركونن والوفد المرافق لها، وذلك في إطار زيارتها الرسمية للمملكة التي تستغرق عدة أيام، أن أهم عنصرين في مسيرة التحديث هي القيمة المضافة والتنمية المستدامة للوصول إلى حلول وآليات تنفيذ عملية محددة، مبينا أن التنظير وحده لا يمكن أن يحقق كل الطموحات. واستعرض الأمير فيصل بن عبدالله تاريخ التعليم في المملكة ومراحل تطوره، مشيرا إلى أنه يجري حاليا التركيز على النوعية والجودة وتوظيف التكنولوجيا والتقنية بما يناسب طبيعة عصر المعرفة الجديد. كما استعرض عددا من المبادرات الحالية في التعليم في المملكة، وعلى رأسها مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم «تطوير» مؤكدا أنه مشروع التطوير المستقبلي لوضع رؤية جديدة واستراتيجية واضحة محددة الآليات التنفيذية، لكي تنهض بالمناهج الدراسية وتدريب المعلمين والمعلمات وإنشاء المباني التعليمية المؤهلة، ووضع معايير أداء وتقويم ومحاسبة والبناء على ما تحقق للتعليم من إنجازات ومكتسبات تاريخية للوصول إلى المكانة المرجوة للتعليم والوطن، والتفاعل مع متغيرات العصر، والشراكة في أركان المجتمع كالقطاع الخاص وغيره من المؤسسات. وأشاد بمستوى التعليم والبحث العلمي في فنلندا باعتبارها دولة تبوأت مركز القمة على مستوى العالم، مضيفا أن هذا التميز محط أنظار وتقدير دولي على الصعد كافة «إننا في مسيرة التطوير لا نستغني عن الأصدقاء وبناء علاقات تشاركية معهم، وتأتي فنلندا على رأس الدول التي نشعر حيالها بتقدير كبير واحترام متبادل، ونأمل أن تتطور العلاقات أكثر لبناء مشروعات مشتركة يكون لها تأثير مباشر على العملية التربوية والتعليمية بكل عناصرها، سواء ما يخص تدريب وتأهيل المعلمين أو البناء الفني للمناهج والمقررات وأيضا تحسين البيئة التعليمية، والعمل الإداري». وشدد الأمير فيصل بن عبدالله على أن التعليم في المملكة ينطلق من الإسلام باعتباره دين نهضة وحضارة. كما أعربت الوزيرة الفنلندية عن عميق شكرها وتقديرها لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على الاهتمام المتواصل والحرص على تعزيز العلاقات السعودية الفنلندية في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين، مشيدة بمكانة المملكة الرائدة ودورها على الساحة الدولية باعتبارها من أهم الدول الداعمة للحوار بين الحضارات وجهودها الإنسانية، وكذلك الخطوات التطويرية التي تشهدها المملكة في كل المجالات وفي مقدمتها النقلة المشهودة في التعليم العالي والابتعاث الخارجي لآلاف الطلاب والطالبات، علاوة على استثمار المملكة في رأس المال البشري من خلال تجويد التعليم، معربة في الوقت نفسه عن أملها في تعزيز هذه العلاقة بما ينمي المصالح المشتركة بين البلدين الصديقين والاستفادة من الخبرات والتجارب والإمكانات وتبادل الأفكار والرؤى العلمية والعملية مع ما يعيشه العالم من ثورة علمية وتكنولوجية. وقالت إن الزيارة تأتي في إطار تبادل الأفكار والتجارب وتعزيز العلاقات القائمة، ومناقشة فرص تعاون مشتركة في المجالات التربوية والتعليمية والعلمية بإسهام رسمي وبمشاركة القطاع الخاص، مؤكدة أن أهم الحلول العملية للتعليم اليوم ترتكز على التكنولوجيا والاستفادة من إمكاناتها الهائلة لنشر التعليم وتخفيض كلفته وتجويده. إلى ذلك، أوضح نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنين الدكتور خالد السبتي، أن الوزارة تتجه حاليا نحو عملية الجودة بكل متطلباتها ووضع القوانين وتهيئة بيئة استثمارية بالشراكة مع القطاع الخاص، والتخلص من المركزية الإدارية، للارتقاء بمستوى التعليم بما يتفق مع الطموحات نحو مجتمع المعرفة. في السياق، أشادت نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنات نورة الفايز، بنظام التعليم في فنلندا، والطموحات التي لمستها في المستويات المتقدمة للطلبة والطالبات، والمعايير الدولية التي وضعت في المقدمة، مبينة أن في المملكة قرابة نصف مليون معلم ومعلمة، نصفهم من المعلمات، وهناك خصوصية ترتقي بتعليم الفتاة السعودية، وتتطلع الوزارة إلى بناء القيادات الشابة، والاهتمام بتفويض الصلاحيات، وتطبيق إلزامية التعليم وتطوير رياض الأطفال، والتغلب على مشكلة المدارس الصغيرة .