يكشف خمسة أطباء عن تجاربهم في علاج مرض سرطان الدم النقوي، والتحديات التي واجهوها في علاج هذا المرض، عبر وصية عريضة محتواها: «لمن بلغ الأربعين.. راجعوا الأطباء». ويأتي ذلك من خلال مشاركتهم في أعمال المؤتمر السعودي الثاني لسرطان الدم النقوي، الذي ستنطلق أعماله صباح اليوم في فندق هيلتون جدة، برعاية الجمعية العلمية السعودية لزراعة خلايا الدم الجذعية. وأوضح استشاري ورئيس قسم أمراض وسرطان الدم في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الحرس الوطني رئيس الجمعية العلمية لزراعة خلايا الدم الجذعية الدكتور أحمد العسكر، أن المؤتمر يهدف إلى رفع مستوى الوعي الثقافي لدى الأطباء، وبناء شبكة تواصل بين المهتمين بسرطان الدم في المجال نفسه، بالإضافة إلى بحث آخر المستجدات التشخيصية والعلاجية، وتشجيع إجراء أبحاث علمية متخصصة في هذا المجال بالمملكة ، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر ينعقد ضمن سلسلة من المؤتمرات العلمية التي تشرف الجمعية على عقدها سنويا. وكشف رئيس الجمعية السعودية لزراعة خلايا الدم الجذعية أن المؤتمر سيشهد عرض برنامج قاعدة بيانات نفذته الجمعية لتسجيل جميع حالات الإصابة بمرض سرطان الدم في المملكة، وربط المراكز المتخصصة مع بعضها، وتجميع بيانات المرض والمرضى من خلال هذه القاعدة، موضحا أن إنشاء قاعدة البيانات وتطويرها جاء تنفيذا لتوصيات المؤتمر السعودي الأول لسرطان الدم النقوي، الذي أوصى بإنشائها. وعن أوراق العمل المقدمة خلال المؤتمر، قال العسكر «ستطرح أوراق عمل عدة، أبرزها ورقة عمل عن توحيد معايير تشخيص المرض ومتابعته، والمشكلات والتحديات التي تواجهها المراكز الطبية في بعض مناطق المملكة في علاج المرض، بهدف العمل على تذليل تلك الصعوبات»، مشيرا إلى أن المؤتمر معتمد من الهيئة السعودية للتخصصات الطبية بواقع سبع ساعات تعليمية. وعن طبيعة مرض سرطان الدم النقوي ومدى خطورته، أوضح الدكتور العسكر أن «هذا المرض قابل للعلاج كغيره من الأمراض السرطانية في حال اكتشافه مبكرا، وإلا فإنه سيفتك بحياة المريض عند وصوله إلى مراحل متقدمة». وتابع «سرطان الدم النقوي يستجيب بشكل كبير جدا للعلاج، فقد تم استبدال الزراعة بعلاج، وهي عملية صعبة جدا وخطيرة، بتناول المريض لحبة يوميا عن طريق الفم مدى الحياة، حيث يتحول المرض بعدها من مرض واضح إلى مرض شبه مختف تماما». ونوه الدكتور العسكر إلى أن سرطان الدم النقوي «قصة نجاح في التقدم الذي وصل الطب في علاج السرطانات وتحديدا سرطان الدم النقوي، حيث وصل عدد الحالات المصابة في السعودية إلى 1000 حالة مثبتة، تتلقى العلاج في المراكز المتخصصة في المملكة، كل بحسب المنطقة التي يقيم فيها». وزاد «كما يشخص الأطباء ما يقرب من 100 حالة إصابة بمرض سرطان الدم النقوي سنويا، وغالبا ما يكون المصابون من البالغين، ونسبة الإصابة بالمرض مستقرة خلال الأعوام الماضية». وعن العوامل المؤدية إلى الإصابة بالمرض، أوضح أن التدخين وطبيعة الغذاء سببان رئيسان للمرض، إضافة إلى العوامل البيئية والوراثية لدى المريض نفسه. أما عن سبل الوقاية من المرض، فنصح رئيس الجمعية السعودية لزراعة خلايا الدم الجذعية من تجاوزوا سن ال 40 عاما بإجراء تحليل مرة أو مرتين في العام، للاطمئنان على سلامتهم من الإصابة بهذا المرض، أو غيره من الأمراض الدموية.