وجهها المألوف على الشاشة لا تخطئه العين، وطلتها الساحرة في الأعمال الكويتية منحتها شهرة عريضة بين جمهور الدراما في الوطن العربي، لكن مشاركتها الأخيرة في «شاعر العرب» نقلتها إلى فضاء آخر أرادت «عبير» أن تجرب التحليق فيه: «هي تجربة جديدة بالنسبة لي أن أكون مذيعة لا ممثلة هذه المرة، وأن أقف أمام جمهور مختلف». ورغم نجاحها في التجربة، لا تنفي عبير أن التخصص الإعلامي مطلوب، وأن تنويع التجارب قد يودي بمسيرة الفنان: «لكن الثقافة تغني أحيانا عن التخصص، فالفنان الذي يمتلك حصيلة معرفية ويتسلح بالذكاء والثقة قادر على تفهم متطلبات جمهوره وإدراك أهمية ما يقدمه». علاقتها بالشعر تكاد تنحصر فيما تنتجه الأغنية العربية: «فهي شعر في النهاية، قصائد تتكلم عن مشاعرنا»، إلا أنها تقرأ القصيدة الجميلة التي تكتمل عناصرها الفنية حالما تقع تحت يدها، وهي متحمسة للبرامج الشعرية التي «فتحت الأفق أمام الشعراء الشباب بعد احتكار طويل مارسته المنابر الإعلامية الأخرى، فبرنامج شاعر المليون مثلا أتاح الفرصة للأصوات المجهولة كي تصل إلى مسامع الناس، والدليل أن شاعرين من قطر فازا بالمركز الأول في النسختين الأولى والثانية هما الآن من نجوم الشعر في بلدهما». وهذا هو التأثير الذي يحدثه الشعر الشعبي عموما على أهل الخليج العربي، كما تعترف عبير، لكنها ترى أن تأثير المسلسلات أشد وأقوى: «الدراما هي الأكثر اهتماما بقضايا الشارع وقضايا المجتمع، والأعمال التليفزيونية قادرة على طرح القضية بتفاصيلها واقتراح حلول ناجعة لها». وإذا كانت عبير تميل إلى ترجيح كفة الدراما على الشعر، إلا أنها معجبة ببعض الأعمال الفنية التي امتزجت فيها القصيدة بالمشهد الدرامي: «فهذه التجارب مارست تنويعا جميلا، وكان الشعر عاملا مساعدا في التأثير على المشاهد، لكني أعتقد أن الفنان الجيد يفرض حضوره بالشعر أو من دونه، وقد تكون سطوته أشد تأثيرا في بعض الأحيان»، وحتى لو كانت عبير لا تحضر الأمسيات الشعرية، لكنها مولعة بشعراء الفصحى مثل نزار قباني والأمير عبدالله الفيصل وغازي القصيبي، الذين تحتل دواوينهم مكانا مميزا في مكتبتها الخاصة، بينما تفضل الاستماع إلى شعراء شعبيين مثل نايف صقر وسعد علوش وحامد زيد، ويستهويها شعر الشيخ زايد آل نهيان والشيخ محمد بن راشد أل مكتوم والأمير خالد الفيصل وعدد من الشباب أمثال يوسف العصيمي ومحمد بن فطيس المري. لكن عبير لا تخفي تبرمها من بعض الظواهر السلبية التي تعتري الساحة الشعبية من وقت إلى آخر: «فإثارة العنصريات الأقليمية أو القبلية تحصر الشاعر في أفق ضيق وتجعله في زاوية نائية قد تفوت عليه فرصة الإبداع الخلاق».