أثار تداول صورة لطفل عربي يصر على المذاكرة، رغم جلوسه على قارعة الطريق للتكسب من البيع، نشرت على إحدى صفحات الفيس بوك، حفيظة العديد من الشباب السعوديين، الذين وجدوها فرصة لانتقاد ما اعتبروه «دلال الطالب السعودي». وفتحت الصورة شهية الشباب السعوديين للتعليق، خاصة أنها تزامنت مع بدء الامتحانات النصفية للعام الدراسي الجاري، ليكتب أحدهم ما يشير إلى الأسى والحسرة «ونحن نشاهد تلاميذنا متفرغين تماما للدراسة، ومرفهين لدرجة لا يصدقها إنسان، ومع ذلك فإنتاجيتهم ضعيفة، وتحصيلهم العلمي ضعيف، مقارنة بما يتمتعون به من مميزات». وأوضح أحد المعلمين في منطقة القصيم ل«شمس» أن واقع طلابنا للأسف سيئ «فمحصلتهم العلمية والثقافية ضعيفة للغاية، بل إن بعضهم لا يستطيع استخراج الإجابة من الكتاب الذي بين يديه في اختبار ما يسمى بالكتاب المفتوح، بل وصل الطالب لدرجة أن المعلم يتوسل إليه كي يمتحن المادة التي غاب في امتحانها دون أدنى حس». وعاب آخر ما يتمتع به الطالب من وسائل ترفيه كالمركبة الفارهة والتقنية الحديثة من أجهزة بلاك بيري وغيرها «هي التي أشغلت التلاميذ بل بعضهم يقسم بالله، أنه لم يفتح الكتاب إطلاقا بل ويفتخر بذلك أمام زملائه». وتناول معلم نوادر حدثت في اختبارات أمس «سألت الطالب عن المادة التي سيمتحن فيها أمس، فأجابني لا أعرف». وأشار معلم آخر إلى ما أسماه إجابات تدعو للأسى والتندر «وضعت سؤالا، أمس للطلاب، طلبت فيه ذكر حادثة تدل على رجاحة عقل الرسول صلى الله عليه وسلم، ليعترض طالب ويصر على مقابلتي كوني من وضعت الأسئلة، ويصر على أنهم لم يأخذوا قصة الصحابي رجاحة بن عقل». واستغرب معلم إجابة طالب على سؤال يستفسر عن شروط الوصية للمتوفى، حيث كتب «نعم لا بد أن تكون الوصية في خير، فمثلا لو أرسلت صديقي لجلب بعض المخدرات، فهذا لا يجوز لأنها وصية في شر». لكن العديد من المعلمين اتفقوا على تحميل الوزارة المسؤولية في تدني المستوى «بعدما قيدت المعلمين بأنظمة انشغلوا بها عن أداء مهامهم التي باشروا عملهم من أجلها، وهناك حالة من الإحباط الذي يصدم الطالب عندما يشاهد أخا أو قريبا حصل على أعلى الدرجات وما زال نائما على فراش البطالة، كما أن المجتمع ملوم، خاصة ولي الأمر الذي رفه أبناءه بشكل يدعو للقلق».