شكل ضعف الخدمات الصحية في مركز حسوة برجال ألمع في منطقة عسير، ضغطا شديدا على سكانه البالغ تعدادهم 35 ألفا، حيث يضطرون إلى قطع مسافات طويلة في طرق وعرة للغاية للوصول إلى مستشفى رجال ألمع في ظل الأعطال المتكررة لسيارة الإسعاف الوحيدة بالمركز والتابعة لمركز الرعاية الأولية. ووصف عدد من السكان ل «شمس» عملية نقل المرضى إلى المستشفى العام في رجال ألمع عبر كل تلك الطرق الوعرة بسياراتهم الخاصة، بالعملية المرهقة للغاية والخطرة أحيانا، وتعرض المرضى لمضاعفات خطيرة. وقال عبدالله العميشي إن مركز الرعاية الأولية مشيد بمواصفات حديثة لكن خدماته لا تذكر، إضافة إلى أن سيارة الإسعاف الوحيدة عمرها 20 عاما ولم تعد صالحة للعمل «عندما ننقل بها مرضانا إلى مستشفى رجال ألمع العام فإنهم يتعرضون لتفاقم حالتهم، لذلك نسارع بنقلهم بسياراتنا الخاصة وهي مسألة خطرة لأنها تفتقد التجهيزات الطبية التي تحافظ على استقرار حالة المرضى». وأشار إلى أنهم خاطبوا الشؤون الصحية في عسير عدة مرات بشأن جلب سيارة إسعاف جديدة لكن دون جدوى. وأضاف فرحان مفرح أن سيارة الإسعاف عديمة الجدوى وتحتاج هي الأخرى إلى إسعاف حتى إن بعضهم اقترح جمع مبالغ من السكان لصيانتها لأنها لا تقوى على مواجهة وعورة الطريق «أزهقت أرواح كثيرة لدرجة أن بعض كبار السن قالوا إنهم سيتخلون عن راتب الضمان إيثارا للسلامة وخوفا من عقبتي المرار والمعلك اللتين يقطعونهما لصرفه». وكشف مصدر مسؤول بمركز الرعاية الأولية بحسوة مخاطبة الشؤون الصحية بعسير أربع مرات بشأن تأمين سيارة دفع رباعي للمركز ولكن دون جدوى. إلى ذلك اعترف الناطق الإعلامي بصحة عسير سعيد بن نقير بصعوبة تضاريس المنطقة، واحتياجها إلى سيارة إسعاف ذات دفع رباعي، مشيرا في حديثه ل «شمس» إلى أنهم خاطبوا الوزارة بشأن الأمر وفي انتظار الاستجابة. لكنه أشار إلى أن المركز به سيارتا إسعاف وليس واحدة، الأولى موديل 1983 والثانية حافلة صغيرة موديل 1998.