أسبوع حافل شهدناه، بدءا من ثورة الحلم التونسي، مرورا بتظاهرات شعبية في الأردن والجزائر ومصر، واستفتاء انفصال الجنوب السوداني، وخروج المنتخب المخزي في قطر، وأمطار جدة التي حولت نفق الملك عبدالله إلى «بركة صناعية» كالمعتاد، ورحيل الشاعر السعودي محمد الثبيتي، رحمه الله، في هدوء، وغياب مريديه والمسؤولين! تداول العديد في المملكة وخارجها بيت الشعر الجميل «إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فلابد أن يستجيب القدر» للشاعر التونسي «أبي القاسم الشابي» الذي توفي فتيا في العشرينات من عمره، تعبيرا عن فرحتهم بثورة الشعب وخروج المقهورين الشبان ضد قمع أجهزة الأمن والحكم في تونس، بعد أن أشعل شرارتها إحراق الشاب «محمد بوعزيزي» نفسه احتجاجا ويأسا، وسط ذهول الجميع من كيفية انهيار النظام التونسي بهذه السرعة والفجائية، ليخرج المنظرون والكتاب والمحللون ومرتادو الإنترنت، كل يجير ما يحب إسهاما في هذه الثورة، والأكيد أن للإنترنت دورا كبيرا فيها، لكن البطل الأكبر هو القهر والجوع واليأس! للشباب الآن ذاكرات إضافية موزعة على مواقع الإنترنت، في اليوتيوب والمواقع الإلكترونية والفيس بوك وغيرها، فكل تصريح يصدر عن مسؤول أو مصدر ما، يحفظ في مكان ما هناك، ويسترجع عند الحاجة، لم تعد الصحافة الورقية والإعلام الرسمي مسيطرين، ولم يبلغ الإعلام الجديد كذلك النضج، ولكنه يبقى مصدرا للمحتوى وما يحدث، وليذهب التحليل إلى الجحيم! فكل شيء يصل تباعا في رسائل إلكترونية، أو رسائل ماسنجر للبلاك بيري، أو تويتر أو الفيس بوك، أو مقاطع فيديو على يوتيوب، وتنسخ آلاف المرات، وإن اختلط الصحيح بالمغلوط فيها، فالمهم المعرفة «الهامشية»، لا «الحقيقة المطلقة». المعرفة الهامشية هي الخطر، وهو ما لم يستوعبه بعض المسؤولين بعد، ويعدد أسباب إخفاقه، ومبررات «اللاإنجاز»، بحثا عن مزيد من وقت أو استمرار، متناسيا أن دوره كمسؤول هو تذليل هذه العقبات من الأساس، وكما قالها لهم خادم الحرمين الشريفين «لا عذر لكم». مَدَد: صوت محمد عبده «عذبة أنت.. كالطفولة، كالأحلام، كاللحن، كالصباح الجديد»، من كلمات الشاعر أبي القاسم الشابي!