«لن أستطيع الإدلاء بتصريح، لدي كلمة في الغرفة التجارية.. اعذروني.. تأخرت».. كلمات رددها وزير التجارة والصناعة على عجل، أمس، عندما كان يجمع أوراقه بعد فراغه من المشاركة في الجلسة الأولى على هامش منتدى جامعة الملك سعود العالمي الأول لريادة الأعمال والاقتصاد المعرفي، رافضا التعليق ل «شمس» حول دور وزارته في مراقبة أسعار السلع الغذائية التي ارتفعت من قبل التجار، وباتت تؤرق المواطنين والمقيمين، مرجئا الإجابة إلى لقاء آخر. كما أعلن مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان في افتتاح المنتدى الذي يستمر يومين، إنشاء صندوق التنمية والاستثمار المعرفي برأس مال 160 مليون ريال، مشيرا إلى أن المبلغ أودع بالكامل في حساب شركة وادي الرياض للتقنية. وقال إنه يهدف إلى إعداد طلاب الجامعة «يزيد عددهم على 72 ألفا» ليكونوا قادرين على تأسيس فرص عمل لأنفسهم ولغيرهم بعد التخرج، مؤكدا أنه يجب أن تتحول الجامعات من تقليدية إلى منتجة، مشيرا إلى أن من مؤشرات الجامعات المنتجة أن يكون خريجوها لديهم القدرة على تأسيس فرص العمل. وأضاف «هذا الصندوق سيمول المبدعين من الطلاب والطالبات من أصحاب الأفكار الإبداعية»، متمنيا أن يتحول إلى صندوق وطني كما هو حال صندوق التنمية الصناعية، وصندوق التنمية الزراعية، وصندوق التنمية العقارية. حل البطالة وأكد العثمان أنه لا يمكن حل مشكلة البطالة التي يعانيها معظم الخريجين في الوقت الراهن، ولا يمكن لأي سوق في أي دولة من دول العالم أن تستوعب جميع أبنائها إذا لم تتحول إلى «اقتصاد معرفي»، مضيفا بالقول «لدينا تحديات كبيرة، لكن الجميل أن خطتي التنمية الثامنة والتاسعة ركزتا على مفهوم الاقتصاد الجديد». وأكد العثمان أن 75 % من اقتصاد العالم هو اقتصاد معرفي «من حسن الحظ أن الاقتصاد المعرفي لم يعد مرتبطا بالمواد الخام التي تملكها الدول، بل بما تملكه من العقول، فعلى سبيل المثال تقنية النانو التي تحظى باهتمام خاص من خادم الحرمين الشريفين سيكون نصيبها 0.72 تريليون دولار في الاقتصاد المعرفي بحلول عام 2015، وهذا المبلغ الضخم هو حق مشاع لأي دولة تستثمر في العقل البشري». استثمار الشباب وأكد رئيس الوزراء البريطاني السابق جوردان براون أن المملكة لها مكانة كبيرة في الاقتصاد المعرفي القائم على تسخير عقول علمائها وباحثيها لطرح منتجات تنافسية في السوقين المحلية والدولية، موضحا أن لدى المملكة إمكانيات كبيرة يمكن تطويرها لتحقيق نقلة كبيرة في الاقتصاد العالمي القائم على المنافسة والعدالة والاستثمار في الفرص الواعدة. وقال براون في الجلسة الأولى التي نظمت تحت شعار «نحو الاقتصاد المعرفي والتنمية المستدامة» إنه لا يملك إلا تسجيل الإعجاب بالإنجازات العلمية التي حققتها جامعة الملك سعود، وتقدمها المستمر في مختلف تصنيفات الجامعات الدولية، وبالرؤية الخاصة التي وضعتها الجامعة لنفسها بهدف تسخير إمكانياتها العلمية والفنية وتوجيهها نحو إنتاج سلع وخدمات تسهم في تلبية الطلب المحلي وتعمل على إتاحة المزيد من فرص الاستثمار والوظائف أمام الشباب والشابات. ونوه خلال الجلسة التي قدمها وزير التجارة والصناعة عبدالله زينل بما توليه الحكومة السعودية وقيادتها من اهتمام ودعم للتعليم. ولفت إلى أنه لا يزال يتذكر الكلمات التي جاءت في لقاءاته السابقة مع خادم الحرمين الشريفين الذي كان دائم التركيز على ضرورة استفادة المملكة من التجارب العالمية في مجال تطوير التعليم العام والعالي، مشيدا بالرؤية الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم وبذل الكثير من أموال الميزانية العامة لتطوير المدارس والمعاهد والكليات والجامعات السعودية. المنطلق.. ابتعاث ورأى أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي استفاد منه عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات الذين ابتعثوا إلى مختلف جامعات العالم، سيسهم في تسريع وتيرة انتقال المملكة إلى الاقتصاد القائم على المعرفة ونقل المعرفة إلى الأجيال القادمة والناشئة في المملكة، بما يعود نفعه في نهاية الأمر إلى الاقتصاد الوطني السعودي الذي سيستفيد من تعدد فرص الاستثمار الواسعة والعديدة أمام الشباب. وأكد أن مساهمة الدول في الاقتصاد المعرفي لا تعتمد بالدرجة الأولى على قوة تلك الدول سياسيا واقتصاديا، بل تعتمد على قوتها المعرفية ومدى قدرة جامعاتها على تخريج كوادر مؤهلة ذات مبادرة لتطوير قدراتها واستشراف وسائل عمل ومشاريع جديدة تسهم بدورها في خلق المزيد من الفرص، وترفع دخول العاملين في مجالات الاقتصاد الجديد. وأفاد رئيس وزراء بريطانيا الأسبق بأنه يلحظ تزايد مساهمة الدول الصغيرة والناشئة في الاقتصاد العالمي التي تعمل على إضافة قيمة مضافة للاقتصاد نتيجة لاستثمارها في العقل البشري وتطوير قدرات مواطنيها، خاصة أن العالم أصبح يركز بدرجة أكبر على المعرفة أكثر من الموارد الطبيعية وطرق مجالات لريادة الأعمال من قبل الشباب المتعلم وهو ما يشكل تحولا كبيرا غير مسبوق في الاقتصاد العالمي. استثمار العقول وأثنى براون على ما قامت به الحكومة السعودية من جهود كبيرة لتوسيع فرص الالتحاق بالتعليم الجامعي لدى مواطنيها، بحيث ضاعفت أعداد المقبولين بنسبة 30 % متجاوزة النسبة العالمية 20 %، وهو ما يمنح المزيد من الشباب فرص مواصلة التعليم النوعي، ويشير من ناحية أخرى إلى توجه الحكومة السعودية في الاستثمار في العقل البشري. ودعا براون إلى التركيز على مشروعات ريادة الأعمال وتشجيع الصناعات القائمة على الاقتصاد المعرفي، خاصة في ظل توافر فرص هائلة للنمو والتوسع في المستقبل القريب لمثل هذا النوع من الصناعة القائمة على المعرفة والابتكار، ولمواجهة التغير السريع في الاقتصاد العالمي. تقدم ملموس وقال رئيس وزراء نيوزيلند السابق مايك مور رئيس منظمة التجارة العالمية السابق إن المملكة لديها تاريخ عريق ويجب أن يكون مواطنوها فخورين به، معربا عن اعتقاده بتمكن المملكة من تحقيق التقدم في المجالات العلمية، وأن ذلك سيكون بشكل أكبر في حال التخلص من البيروقراطية لأنها من الشروط المهمة للبناء والتغيير. ونوه بدور الحكومات الكبير في العولمة والاقتصاد المعرفي والاحترام المتبادل للاختلاف بين الثقافات بناء على المبادئ العالمية والفهم العالمي، داعيا إلى ضرورة التفكير في مستقبل أفضل وتقبل آراء وأفكار الآخرين وإعداد الجيل الجديد وإدراك أن اقتصاد المعرفة لا يمكن أن يوجد من دون مجتمع منفتح عالمي. وفي نهاية الجلسة الافتتاحية تم تكريم راعي الحفل بالنيابة ووزير التجارة والصناعة عبدالله زينل ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق جوردان براون ورئيس الوزراء النيوزيلندي مايك مور، إضافة إلى رعاة المؤتمر من شركات وقنوات إعلامية. حضر الحفل وكلاء الجامعة والعمداء وأساتذة الجامعة ومدير معهد ماكس بلانك بألمانيا الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء 2005 وجائزة الملك فيصل العالمية 1989 عضو المجلس العلمي لمعهد الملك عبدالله لتقنية النانو تيودور هانش