لم تمر أيام معدودات على النهاية المميتة للنمر في أحد شوارع وسط الرياض، والذي اتضح أن مواطنا يمتلكه، ويقاسمه الحياة في بيته، حتى بدأ أمر تربية الحيوانات المفترسة أشبه بالظاهرة. في صبيا تغيرت مقولة «أن تتصالح مع الحيات شيء ربما يكون صعبا على الكثير إلا النادر ممن انتزع الخوف من قلبه، وشحن طاقته بحب المغامرة»، حيث حول ثلاثة أشقاء من عائلة المصور بالمحافظة، حياتهم إلى عالم الثعابين. «شمس» التقتهم، واقتربت أكثر من عالمهم المليء باللدغات والسموم، والتي لم تعد تشكل أي هاجس للأشقاء الثلاثة، حيث يسكنون منزلا، تتقاسمهم فيه الأفاعي، التي تعيش في أركانه، إلى الدرجة التي امتلكوا فيها خلال فترة ما أكثر من 53 حية. الشقيق الأكبر عثمان يعتبر هذه الهواية امتدادا لهواية والده الذي رحل منذ أعوام، حيث كانوا يرقبون تواصله الحميمي مع الثعابين، ثم انطلقوا على خطى والدهم الراحل منذ أعوام عمرهم الأولى، يبحثون في بطون الأودية والشقوق والحارات المجاورة لمنزلهم عن أنواع شتى من الأفاعي، وسرعان ما تآلفوا معها، وبددت الرغبة في خوض غمار تلك الهواية الصعبة كل مخاوفهم، حتى أنهم لم يعودوا يشعرون كما يقولون بوخز أنياب ثعابينهم. ويذكر عثمان أنه شارك باستعراضات كثيرة في مدرسته الثانوية وفي بعض المناسبات الصغيرة، لكنه يطمح ويأمل في أن تتاح له الفرصة في تقديم عروضه المميزة ضمن مهرجانات المنطقة الكبيرة كمهرجان جازان الشتوي ومهرجانات المحافظة، حيث يعد بتقديم عروض لم تشاهد من قبل، خصوصا أنه بلغ مرحلة يستطيع فيها أن يلتهم بعض الأفاعي حية، بالإضافة إلى ترويضها ومراقصتها، ناهيك عن المعلومات التي لا يعرفها الكثير عن عالم الأفاعي والتي - على حد قوله - ستذهل الحضور. ويصف خبراته بالمتقدمة في مجال تربية الأفاعي، حيث شهد تكاثر بعض الأنواع لديه في الأسر، ويسعى لجمع أكبر عدد من أنواعها للتعريف بها في العروض التي سيقدمها، فيما أتيحت له الفرصة. ومن الأنواع التي يتعامل معها الأشقاء الثلاثة بين ناصر ذو ال 16 عاما أنهم استطاعوا أن يروضوا الأصلة، والكثير من الأنواع المحلية مثل الطفياني، والأرقط، وأم قرينة، حتى الكوبرا، وإن كانت الأخيرة على قلة، حيث قدموا العديد من تلك الأفاعي إلى معامل التشريح في مدارسهم، وأبدوا استعدادهم لتزويد أي جهة بحثية والتعاون معها فيما يخص عالم الأفاعي، خصوصا أن المنطقة تزخر بأنواع شتى منها المسالم غير السام ومنها ما هو فتاك وخطير جدا. وعن المعوقات التي تواجههم في طريق تنمية هوايتهم يرى مازن الشقيق التوأم لناصر أن أهم ما يفسد متعتهم بهذه الهواية وتنميتها هو المقر حيث إن منزلهم ضاق بأقفاص الثعابين، وبدأ إخوانه وأمهم ينزعجون من تلك الحيات التي تزعجهم كل ليلة بفحيحها، ومخافة أن يهرب أحدها من أسره.