يستعد طلاب المملكة وطالباتها هذه الأيام لخوض اختبارات الفصل الأول لمختلف المراحل التعليمية في طقوس سنوية اعتاد الناس أن يعيشوا توترها كل عام، لكن طرق الاستعداد أصبحت مع مرور الأعوام أكثر تباينا واختلافا لتواكب التطور الذي تشهده الخدمات التعليمية التي تطورت بأشكالها التفاعلية الجديدة وارتباطها الوثيق بالإنترنت. ومن المستجدات التي ظهرت حديثا اختبارات القياس والقدرات، القدر المحتوم الذي يخشاه الطلاب، لا سيما أن المناهج المطورة التي أطلقت لا تتناسب مع قصور الوسائل التعليمية في المدارس وعدم مواكبة المعلمين والمعلمات للأساليب الحديث في التدريس، وهذا ما شكل حالة من الارتباك والعجز في أوساط الطلاب وأهليهم. المنتديات التعليمية والتخصص تتسم المنتديات التعليمية بالتنوع والتخصص، فبعضها أنشأ أقساما خاصة تتناول المراحل التعليمية، وهذا ما نراه في المنتديات ذات الاتجاه المتخصص، التي ترفع ملفات للحلول النموذجية أو صورا لكتاب المعلم، وتقدم دورات تدريبية للمعلمين مع وسائل للشرح تتمثل في عروض البوربوينت والأفكار المساعدة لاستيعاب المادة. ولا يقتصر الأمر على الخدمات، فالموضوعات تتنوع بين مناقشة المناهج وسبل تطوير الأفكار التعليمية، وبين إيجاد الحلول وإجابة الاستفسارات من مختلف الأعضاء، وهذه الخدمات تستهدف الطلاب والمعلمين كما هو موضح في الفقرات التالية. المتوسطة.. المرحلة الانتقالية «ساعدوني».. نداء استغاثة تطلقه إحدى أمهات في منتدى متخصص لتعلن حاجتها للمساعدة في تدريس الرياضيات المطورة لابنها الذي سيخوض الاختبارات الفصلية للمرة الأولى كونه طالبا بالصف الأول المتوسط، وهي مرحلة انتقالية من فترة التقويم المستمر إلى مرحلة الاختبارات التحريرية، وتكمن الصعوبة في عدم تعود الطالب الاستذكار وحل الأسئلة في فترة زمنية محددة. لكن صعوبة المنهج بالنسبة للأم ناجم عن جهلها بأساليب التدريس الحديثة. فرغم إعجابها بروعة المناهج المطورة إلا أنها تنتقد طريقة التطبيق والقصور في تدريب المعلم لإتقان شرح المناهج. ولا يقتصر الأمر على صعوبة المنهج بل تعاني الأم أيضا من قضائها وقتا طويلا في البحث عن الحلول في المنتديات ومحاولة فهم هذه المهارات. الثانوية.. والمعادلات الإنجليزية تكمن صعوبة المناهج المطورة لطلاب المرحلة الثانوية بسبب المواد الجديدة التي يتضمنها منهجهم مثل الفيزياء والكيمياء، وهي مواد لم يدرسوها في المتوسطة كما تذكر الطالبة روان يحيى التي تشرح معاناتها مع الأرقام والقواعد والمعادلات الإنجليزية التي تسبب للطلاب والمعلمين تشوشا وإرباكا، لأنهم لم يعتادوها من قبل. ويواجه المعلمون مشقة بالغة في شرح العمليات الحسابية للطلاب الذين تكثر أخطاؤهم بسبب اختلاف اللغة، مع أن هذا التحول سيكون مفيدا للطالب في المرحلة الجامعية. اختبار القياس والقدرات العامة Qdraat هو اختبار إجباري موحد للقبول في الكليات والجامعات السعودية يقدمه الطلاب والطالبات بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية بجانب الاختبار التحصيلي، ويهدف إلى قياس قدرات الطلاب ومهاراتهم واتجاهاتهم الدراسية في الرياضيات واللغة العربية، ويشرف عليه المركز الوطني للقياس والتقويم وهو المركز الذي تم تطويره من قبل مجلس التعليم العالي في السعودية. وقدم أول اختبار في عام 1424ه بصورة حصرية للأولاد فقط، بينما قدم أول اختبار للفتيات في عام 1430ه. ومن المعتاد أن يعقد الاختبار مرتين في السنة: اختبار القدرات العامة «رام1» والتحصيل الدراسي «رام2» ولمدة أسبوع، وعلى الطالب أداء اختبار واحد في كل فترة مدته ساعتان ونصف والعلامة العليا 100 درجة، وتبلغ الرسوم 100 ريال سعودي باستثناء رسوم التسجيل المتأخر 50 ريالا، إضافية وليست هناك إعفاءات من الرسوم لذوي الدخل المحدود والفقراء من الطلاب. وينبغي على الراغبين في إجراء الاختبار أن يسجلوا عبر موقع المركز الوطني للقياس والتقويم أو عن طريق الهاتف قبل ثلاثة أسابيع من تاريخ الاختبار. المفاهيم المغلوطة لا تزال اختبارات القياس تواجه منذ إطلاقها انتقادات حادة مثل التشكيك في جدواها وأهدافها واتهامها بأنها وسيلة لاستنزاف المال من الطلبة وتحطيمهم معنويا، في ظل التساؤل الدائم: ما فائدة الدراسة النظامية ما دامت الكلمة الاخيرة لاختبار القياس؟! لكن بعض الأصوات ترى أن هذه الاختبارات مفيدة في بيان القدرات الحقيقية لكل طالب، وهي على غرار الاختبارات العالمية GMAT وغيرها، ويكون الاستعداد لها عبر التدرب على الكتب المتوفرة أو من خلال حضور دورات تأهيلية. وهناك الكثير من الفوائد التي يذكرها المؤيدون مثل حث الطالب على مراجعة مهارات أساسية في الرياضيات قد تكون منسية أو مشوشة، وهنا يتم التفريق بين الطالب المتميز والطالب العادي أو الضعيف. ويظن الكثيرون أن الرسوب في امتحان القياس يعني فشلا تاما في المستقبل المهني، مع أن للطالب الحق في إعادته مرارا حتى يتمكن من اجتيازه، لكن تحقيق الطالب درجات ضعيفة يعني تقليص خياراته في إتمام الدراسة أو التوظيف .