رحل البرتغالي بيسيرو.. وجاء «المنقذ الدائم» ناصر الجوهر لتولي مهمة قيادة الأخضر السعودي بعد الخسارة الأولى في البطولة على يد المنتخب السوري في افتتاح بطولة كأس الأمم الآسيوية.. وبين مغادرة الكرسي والجلوس عليه مفارقات كبيرة لا يعرفها إلا الجوهر نفسه؛ لأنه عاشها بكل لحظاتها «الحلوة والمرة». ورغم حبي الشديد لمدربنا الكبير ناصر الجوهر وثقتي بأنه على قدر المسؤولية التي نالها من القيادة الرياضية، إلا أنني لم أكن أتمنى أن يوضع في اختبار «مفصلي ثالث» يقرر مصير بطل القارة الصفراء في ثلاث نسخ سابقة. الزمان ليس 2000.. والمكان ليس لبنان.. ومساحة الإعلام لم تعد محصورة على صحيفة ورقية أو قناة تليفزيونية. متغيرات كثيرة حملتها الساحة الرياضية منذ أكثر من عشرة أعوام عانى فيها «أبو خالد» أصعب المواقف واللحظات ودخل عراكا جانبيا مع آلام القلب قبل أن يخضع لجراحة تكللت بالنجاح. مهمة صعبة تحتاج إلى القوة الصحية الكافية لتحمل ضغوطات الجمهور والإعلام إلى جانب ضغوطات الحياة الاعتيادية. شخصيا.. أتفاءل كثيرا عندما أرى الخوف على الأخضر في عيون الجميع من رياضيين وإعلاميين وجماهير.. وأضع يدي على قلبي عندما تغرق الطموحات السعودية في بحر الأفضلية «إعلاميا» وتذهب بهم الترشيحات بعيدا قبل خوض النزال وغالبا ما نصدم بتبدد أحلامنا الوردية. واليوم ونحن مقبلون على موقعة المنتخب الأردني الذي أحرج اليابان كثيرا يحدوني نوع من التفاؤل أمام تخوف الملايين من مغادرة مبكرة للبطولة الآسيوية. وهذا التفاؤل ينبع من إدراكي لإحساس لاعبي الوطن بأهمية المسؤولية التي أمامهم من أجل مسح الصورة الهزيلة في المباراة الافتتاحية أولا .. و «تبييض» وجه مدربهم «الوطني» وأخيهم الأكبر ثانيا. وأمام السببين السابقين يقف دور العامل النفسي والدفعة المعنوية الكبيرة في ظل التغييرات التي قد تعود بلاعبين يبحثون عن استعادهم موقع التميز على خارطة الأخضر. ختاما.. لا أملك إلا أن أقول: كان الله في عون الجميع وعلى رأسهم خاطف الأضواء ناصر الجوهر الذي أتمنى نجاحه في مهمته الوطنية ليعود بطلا قوميا كما كان في السابق.