«إنه يوم الباب المفتوح» هكذا عنونت صحيفة بيلد الألمانية عن تغطيتها لحفل استقبال في قصر أمالينبورج الدنمركي. لكن سياسة الباب المفتوح، لم تكن إلا إشارة ساخرة من الصحيفة للموقف المحرج الذي وقع فيه الأمير هنريك زوج ملكة الدنمرك. كان الأمير يرتدي حلته الرسمية الأنيقة في الحفل ويقف إلى جوار الملكة، فيما ترتسم ابتسامة عريضة على وجهه، غير أن الكاميرات لم تلفتها أسنان الأمير البيضاء والجميلة رغم تجاوزه السادسة والسبعين بقدر ما ركزت على سحاب سروال الأمير الذي كان مفتوحا طوال الحفل. ويبدو أن ابتسامة الأمير العريضة سرعان ما انقلبت إلى «تكشيرة» في اليوم التالي وهو يطالع صور سرواله «المفتوح» في كل الصحف وبكل العناوين اللاذعة. ويمكن لأي قارئ أن يتساءل: ألم يشاهد أحد المقربين إلى الأمير سحابه المفتوح؛ ليهمس في أذنه بإقفاله قبل أن يصبح موضوعا لصحف الفضائح؟. مؤكدا أن كثيرين شاهدوا، لكن أحدا لم تواته الجرأة ليخبر الأمير؛ لأن في الأمر إحراجا بالغا. نحن أيضا نشاهد مواقف مشابهة، فيمنعنا خجلنا من إسداء الملاحظة ما لم يكن الشخص مقربا جدا. على سيرة الفضائح، ثمة قائمة طويلة، ربما يستغرق سردها مجلدات، لا سيما للسياسيين والرياضيين والفنانين والمشاهير بشكل عام. واحدة من أكبر الفضائح السياسية التي نشرتها الصحافة، حين قابل رئيس الوزراء الياباني الأسبق موري في أول زيارة رسمية له إلى أمريكا الرئيس بل كلينتون. كان موري أجهل من حمار أهله في اللغة الإنجليزية، فاستعان بمساعديه لتعليمه بعض الكلمات الضرورية، وبعد أن صافح كلينتون بحرارة أراد الرئيس الياباني أن يسأله «كيف أحوالك؟» غير أنه نطقها هكذا «Who are you» «من أنت؟» أجاب كلينتون الذي أصيب بالدهشة «أنا زوج هيلاري. هاهاها». لكن الرئيس الياباني أكمل الناقص حين أجاب عن الفور بالجملة الإنجليزية الأخيرة التي تعلمها «Me too أنا أيضا». في السابع والعشرين من مارس عام 2008 بثت وكالات الأنباء، صورة لوزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، خلال اجتماع في الأممالمتحدة وهو يمسك كتابا بالمقلوب. يبدو أنه أيضا لم يكن أفضل حالا من رئيس الوزراء الياباني في فهم اللغة الإنجليزية وحينها نشرت الصحف «الوزير الذي يعرف القراءة بالمقلوب». في إحدى الدول العربية، ضجت قاعة اجتمعت فيها نساء ناشطات بالضحك حين خاطبهن مسؤول رفيع في الدولة أثناء اجتماعه بهن بقوله «اعتبروني واحدة منكن» وبالطبع احمر وجه المسؤول خجلا حين فكر مليا في الجملة التي قالها. الآن، ما الهدف من هذا المقال باستثناء أننا محظوظون لارتدائنا الثياب وعدم اضطرارنا للتعامل مع البناطيل والسحابات، أو مصافحة الرئيس الأمريكي، أو حتى الجلوس على مقاعد الأممالمتحدة لتلتقطنا فلاشات المصورين ونحن نقرأ الكتب بالمقلوب؟ هناك هدف ولا شك. فنحن- أعني العامة- نتعرض أيضا لمواقف محرجة. «بايخة». نريد أحيانا أن تبتلعنا الأرض من شدة الإحراج، غير أننا في الأقل، بخلاف السياسيين والمشاهير، لن نكون عرضة للسخرية العامة، ولن تنشر مواقفنا المحرجة على صفحات الصحف الأولى. أنا أحمد الله أنني من العامة. هل تفعلون أنتم؟