عزيزاتي شركات الاتصال: شكرا على رسالتكم التي جاءت بعد هطول الأمطار ب 12 ساعة، وكأنكم بها تقولون: انتبه خلفك مطر، على وزن انتبه خلفك مطب! وسننتظر إعلان مسابقة ال 100 سيارة مع كل الدعوات أن تكون ذات مقاومة عالية لمياه الأمطار والمطبات المفاجئة! أعزائي مسؤولي الأمانة: ناموا ملء جفونكم، لا شيء يعدل الراحة! بالتأكيد سلامتكم ليس لها حلول تقليدية، ومجرى حياتكم يسير وفق استراتيجية مدروسة هدفها درء الأخطار عنكم, فالسير نحو لا تخطيط لا يؤثر على ما تنعمون به ولا ينقص شيئا من مكانتكم ولا إرثكم السيادي أمام فرد لا يملك مواجهة تقصيركم الذي يدركه الجميع ويلتزم الصمت، كونه من الواجبات المفروضة عليه! ترى ما الذي جعل «الأنا» تطغى على مبدأ الإنسانية وتجاهر بأخطائها وتستصغر الآخرين؟ هل هي الفوقية ونظرة الدونية والتمظهر بمظاهر القوة والنفوذ؟ أم بسبب الصلاحيات المفتوحة لأصحابها لينتهكوا باسمها الأخطاء البشعة تحت اسم «مسؤول»؟! صديقتي جدة: لم تعد رؤية سحابة تتهادى في سمائك ممتعة، ولم تعد تأنس بها جميع الكائنات ولا يفرحون إلا تحت شمسك الحارقة! يجب ألا تقلقي من حجم الهلع، وتذكري أنك ما زلت اسما على سطح الخريطة ما دام التلوث محتملا من قبلنا نحن البشر، وتذكري أننا نكافحه منذ 2004 على الورق فقط! لا يجب عليك حين تمطر سماؤك إلا أن تبتهلي، وترددي «اللهم اربط أجهزتنا ببعضها, واجعل تحركهم سريعا, وتوافقهم في الإنقاذ عاجلا غير آجل, اللهم وفقهم بتواصل لا تخذله تقنية ولا تحجبه رؤية يمينية أو يسارية, اللهم بارك فيهم عددا, ويسر لهم مددا, وأصلح شأن مشاريعنا المتعثرة, وأعن المقاولين وارزقهم همة لا تتعثر, اللهم أمين, اللهم أمين». الأنا المتضخمة: ليس الفساد إلا منكِ. رفيقتي نفسي: للذكرى ألم وللشعور قلم ولكن يبقى المطر لا ذنب له!