الكثير من الشباب كانوا على عكس ما توقعنا، فعلى الرغم من المظاهر «الغربية» للكثيرين منهم إلا أن 95 % ممن حاورناهم لا يرون داعيا للاحتفال برأس السنة، بل يرون الأمر غريبا على عاداتهم، فهم قد جبلوا على الاحتفال بعيدي الفطر والأضحى وتوارثوا أشكالا محببة للفرحة في هاتين المناسبتين تحقق إشباعا لا يدفعهم للركض وراء مناسبة لا يرون مسوقا مقنعا للاحتفاء بها؛ فالشاب خالد الحربي، 26 عاما، لا يرى أي أهمية في الاحتفال بعيد رأس السنة، ولا يفهم معنى أن يشتري البعض الورود والهدايا لهذه المناسبة، فهو في رأيه احتفال باطل، لم يرد في الكتاب ولا في السنة دليل ينص على ضرورة الاحتفال به. إلا أنه ينادي بأجواء شبابية دون أن ترتبط بمناسبة ما، فيما يقول زميله سعيد الصنقور بأنه في مثل هذا اليوم يكتفي بمتابعة القنوات الفضائية الناقلة لبعض الحفلات الغنائية بهذه المناسبة على سبيل الاستمتاع وليس الاحتفال، فالحربي والصنقور والبقية يعارضون فكرة تقبل التهنئة بمناسبات وأعياد الآخرين، لكن 97 % من هؤلاء الشباب طالبوا بتعزيز مظاهر الفرح بعيدي الفطر والأضحى، والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في إحياء احتفالات رأس السنة لديهم حتى ينجذب الشباب لأعياد المسلمين بدلا من غيرها. فيما يوافق 82 % منهم على أن كل ممنوع مرغوب، ويؤيد 76 % منهم دور «الهيئة» في منع الشباب السعودي من الاحتفال بمثل هذه المناسبات الغربية, ويفضل غالبيتهم أن يتم المنع بعيدا عن التهويل والترهيب. في الجانب الآخر يؤكد الاقتصاديون أن حجم التسوق يزيد بشكل كبير في الأيام التي تسبق نهاية العام الميلادي، بسبب حجم الخصومات على البضائع والماركات العالمية، بالإضافة إلى رغبة الشراء التي تزيد بسبب فصل الشتاء، ولا شك أن البضائع وقوة الشراء في المملكة تتأثران بهذه الخصومات لوجود أغلب المنتجات الأوروبية والماركات العالمية داخل المملكة، حيث لا بد من عمل خصومات لها تبعا لأنظمة الشركة الأم في بلد المنشأ.