الأحداث الملتهبة والمتتالية تشعل الوسط الرياضي في حين يستعد منتخبنا الوطني لبطولة هامة ينبغي ألا نقف على أبوابها ونحن نتبادل الاتهامات والإساءات.. وهكذا حينما لا تقدر العواقب تصبح التداعيات أكبر من الحدث، وتتعملق كرة الثلج المتدحرجة وسط النيران. التناقض ليس بين كرة الثلج والنيران المشتعلة، بل بين العريني «عاشق البطاقات» وبين ما فعله في مباراة النصر والتعاون الأخيرة، فالإحصاءات تقول إن الحكم يتصدر قائمة أكثر الحكام منحا للبطاقات بلونيها الأحمر والأصفر, وهو مركز متقدم كنا نتمنى لو أنه ساهم في إنجاح اللقاءات التي أدارها، لولا أن الواقع يشير إلى عكس ذلك؛ فالرقم يبدو مؤشر«قلق وعصبية» يحاول من خلالهما الحكم فرض شخصيته التي لم يستطع فرضها بالعدالة. كيف لحكم يعشق «الكروت» أن يتغاضى عن لاعب يستحق الطرد أمام ناظريه «منصور كوسيتي»؟ وكيف لحكم على عتبة الشارة الدولية أن يتغاضى عن خطأ واضح لمصلحة فيغاروا ارتدت منه الكرة؛ لتسجيل هدف التعاون الأول ثم بمقياس منقلب يحتسب خطأ خياليا ضد سعد الحارثي نتجت عنه ضربة جزاء خيالية في وقت قاتل؟ لن أتحدث عن قراراته بالتفصيل، لكن هدف فيغاروا كان محل خلاف بين خبراء التحكيم الذين اتفقوا على سوء إدارة الحكم, وتأثير نفسيته المشدودة على قراراته, إضافة لتعامله بفوقية مع اللاعبين وكأنه خصم لا قاض. المكابرة رافقت العريني من الملعب لاجتماع الحكام برئيسهم عمر المهنا قبل يومين وهو الاجتماع الذي طلب فيه المهنا من العريني أن يترك المكابرة ويقر بأخطائه. كان من الواضح لكل المتابعين أن الحكم بقراراته الغريبة ساهم في توتر أجواء المباراة خلال الشوط الثاني، بالتالي لا يستغرب أن تكون الزلزال الرئيسي «أخطاء الحكم», كل هذه الزلازل الارتدادية المتتالية التي نتمنى أن تتوقف ليتم إعداد منتخبنا وسط أجواء هادئة، وأن يتنبه الحكام لخطورة قراراتهم «لا نقول الخاطئة لكن نقول تلك الكوارثية والخطيرة».