أعلنت أمانة منطقة عسير عزمها على إيقاف عمل كاميرات «ساهر» التي دأبت إدارة المرور والشركة المشغلة على نصبها في الشوارع الرئيسة خلال الأيام الماضية، بحجة أن النظام تجاري ويحصل المرور والشركة المشغلة على مبالغ من جراء تطبيقه، مشيرة إلى أنه من حقها الاستفادة أيضا كون هذه الكاميرات ستحتل أماكن من الشوارع الرئيسة التي تعنيها بشكل مباشر. وجاءت هذه المطالبات بعد اعترافات الإدارة العامة للمرور على لسان مدير إدارة الأمن والسلامة في مرور عسير المقدم المهندس محمد الشهراني الذي أعقب نصب الكاميرات في شوارع أبها وخميس مشيط وأحد رفيدة، وتأكيده على أن المبالغ المستخلصة من مخالفات المواطنين تذهب إلى وزارة المالية، مبينا أن حصة الشركة المشغلة هي 20 % من قيمة المخالفات. وأكد المدير العام لإدارة الاستثمار بأمانة منطقة عسير المهندس حسن النعمي بأنهم ينوون الرفع بتمكينهم من الحصول على حصة من إيرادات النظام، مقابل السماح بنصب الكاميرات والعناية بها، وأضاف النعمي أن «الأمانة مصرة على موقفها ولن تتراجع وهناك مناقشات مستمرة مع الأمين حمدان بن فارس العصيمي الذي يدعم هذا التوجه»، مبينا أن شراكة الأمانة وحصولها على مبالغ من المشغلين للنظام من شأنه رفع إيراداتها السنوية وهو – على حد قوله – حق مشروع، مضيفا أن الأمانة حاليا بصدد مخاطبة وزارة الشؤون البلدية والقروية وتوضيح وجهة نظرها في هذا الخصوص. ويأتي هذا الاحتجاج من قبل أمانة منطقة عسير بعد تدخل نظيرتها في المدينةالمنورة منذ أسبوعين وإزالتها لبعض كاميرات «ساهر» من الشوارع بحجة عدم التنسيق معها وتسديد قيمة المواقع. «شمس» أجرت اتصالا هاتفيا بأكثر من مسؤول في الإدارة العامة للمرور بعسير لكنهم رفضوا التعليق على الموضوع. من جانب آخر، ردت إدارة مرور منقطة عسير على مطالب مجموعة من الحاضرين إلى الندوة التعريفية بنظام ساهر ممن أبدوا رغبتهم في عدم تطبيق النظام لاعتبارات عدة أهمها تضاريس المنطقة الصعبة التي تحول دون تحديد السرعات، بالتأكيد على أن نسبة الحوادث المرورية نتيجة للسرعة والتهور في المنطقة كبيرة جدا، وأظهرت إحصاءات كشفت عنها الإدارة بأن 29469 حادثا مروريا سجل خلال العام الماضي في عسير راح ضحيتها 470 شخصا وخلفت 2113 مصابا ومصابة. وأكد تقرير المرور أن سبب الحوادث الرئيس هو تهور السائقين وعدم التزامهم بالسرعات المطلوبة ومخالفتهم لقواعد المرور، مشيرا إلى أن «ساهر» سيسهم في تخفيض عدد الحوادث المرورية. واحتضن مسرح التربية والتعليم بأبها البرنامج التوعوي الذي يشرف عليه مرور المنطقة قبل التطبيق الفعلي للنظام، والتقى المسؤولون بمنسوبي التربية والتعليم ومجموعة من طلاب المدارس لشرح آلية عمل النظام والفوائد المرجوة منه. وتولى التعريف بالبرنامج وأهميته مدير شعبة السير بمرور عسير الرائد يحيى سعيد عسيري، ومدير مشروع ساهر بعسير المهندس عبدالإله حامد عباس، ونوه عسيري بالدور الذي تقوم به إدارة مرور عسير فيما يخص التوعية المجتمعية تجاه كثير من السلبيات فيما يخص السير على الطرقات، مؤكدا أن الحوادث لها أسباب والأسباب تنتج من مخالفة قوانين المرور، وعدم رعايتها من قبل الأفراد. وفيما يخص نظام ساهر أوضح أنه عبارة عن نظام للضبط الإلكتروني يستخدم تقنية المعلومات من خلال شبكة كاميرات رقمية واسعة الانتشار، ومتصلة بمركز المعلومات، متطرقا لمميزات النظام التي من أبرزها الالتزام بتحقيق أفضل المعايير للسلامة المرورية من خلال استخدام التقنية الحديثة، فيما أوضح العسيري للحاضرين الأهداف من نظام ساهر والآلية في رصد المخالفات ومنها مخالفات السرعة وقطع الإشارة، واختتم حديثه بالتنويه عن الطرق السريعة لسداد المخالفات. عقب ذلك أوضح مدير مشروع ساهر بعسير المهندس عبدالإله حامد عباس طرق تشغيل النظام وأنه يعمل حاليا بشكل تجريبي، وبين كيفية عمل الكاميرات والتقاطها معلومات المركبات المخالفة، سواء من خلال اللوحات الخلفية أو الأمامية، وشدد على أنه ليس هنالك من أي تدخل بشري في عمل النظام، بل هو آلي صرف .