يوما بعد يوم يثبت الفنان فايز المالكي أنه لا يلتزم بالعقود والوعود التي تجمعه بالمنتجين، ولم تكن الضجة التي صاحبت فسخ عقده مع المنتج حسن عسيري هي الأخيرة بل فوجئ القريبون من الوسط الفني بأن المالكي الذي كان على وشك العودة إلى شاشة ال«إم بي سي» عبر بوابة مسلسل «العداد» للمخرج عبدالخالق الغانم تراجع في اللحظات الأخيرة دون سابق إنذار، وبعد أن حصل الغانم على الضوء الأخضر من إدارة القناة للبدء في تصوير المسلسل. ورغم العرض المغري الذي قدمه الغانم بصفته منتجا للعمل للمالكي والذي تجاوز المليون ريال إلا أن الأخير تجاهله ولم يكن وفيا معه لاسيما أن المخرج عبدالخالق الغانم كان قد انتشل المالكي من أزمة كبيرة إبان تحضيراته لمسلسل «سكتم بكتم» وتصدى لإخراج العمل وقيادته إلى بر الأمان في الوقت الذي اعتبر كثير من المخرجين أن العمل مع المالكي يعد مجازفة كونه حديث عهد بالإنتاج ودائما ما تبدر منه تجاوزات تعصف بأي تجربة ناجحة. وبالنظر إلى مسيرة الفنان فايز المالكي الذي حقق أخيرا نجومية لافتة في الموسم الرمضاني الماضي نجد أنه في مسيرته التي تجاوزت ال20 عاما لا يحترم العقود مع مؤسسات الإنتاج، ولعلنا إذا عدنا بالذاكرة إلى الأعوام الأربعة الماضية لوجدنا أنه كان على خلاف شهير مع المخرج عامر الحمود الذي كان له فضل كبير في تقديمه في أكثر من عمل؛ حيث تخلى عنه في اللحظات الأخيرة بعد أن وقع معه عقدا يلزمه بالمشاركة في مسلسل صيّاحه صيّاحه لصالح القناة الأولى في التليفزيون السعودي ولكنه لم يحترم العقد وأغلق جواله وظهر بعدها بفترة وجيزة يكيل التهم للحمود الذي لم يعبأ كثيرا بتصريحات المالكي. وفي رمضان الماضي كان المالكي يتجاهل اتصالات الفنان والمنتج خالد الحربي بعد أن تلقى هو الآخر وعدا من المالكي الذي تجاهل الوعد كعادته. وحقق المالكي الذي اشتهر في بداياته الفنية بشخصية «أبو رنّة» نقلة نوعية في أجره المادي الذي قفز قبل خمس سنوات بصورة كبيرة وخاصة بعد توقيعه لعقد مع مؤسسة الصدف حيث قفز من خانة الآلاف ليصبح من ضمن الفنانين القلائل الذين يحصلون على الملايين في الدراما السعودية، وبدخوله غمار الإنتاج في رمضان الماضي استطاع أن يقدم نفسه بصورة جيدة عطفا على حداثة التجربة والأجواء الجديدة التي يدخلها للمرة الأولى. ومثلما حصل على صعيد الدراما تكرر بنسخة طبق الأصل في السينما، فبعد إنتاج فيلم «مناحي» مع «روتانا» وارتباطه الفني مع الشركة بتصوير فيلمين آخرين حاول المالكي التهرب من ذلك بطلباته المادية التعجيزية بغية التهرب من بنود العقد، ورفضت «روتانا» الرضوخ لمطالبه وأوقفت العمل معه. ولم يقتصر تهربه من العقود على الدراما بل في عام 2003 كان قد وقع عقدا مع أحد برامج الواقع على قناة ال«إل بي سي» وشاركت فيه الفنانة هيفاء وهبي ولكنه حزم حقائبه وغادر بيروت سرا قبل انطلاق البرنامج ب 24 ساعة ما حدا بالقائمين على البرنامج إلى استبداله بالفنان تركي اليوسف آنذاك. وهذه المشاكل التي يقع فيها ويخرج منها بسلام لم تقلل من حجم نجوميته لدى الجمهور الذي لا يعير اهتماما لما يحدث خلف الكواليس بين الفنانين والمنتجين ولكنها حتما ستنعكس على علاقته مع القنوات وشركات الإنتاج التي تبحث عن الاستقرار بعيدا عن المزايدات أو حمى فسخ العقود. ويعتبر المالكي الذي يحاول أن يقدم نفسه سفيرا للمشاريع الخيرية بالظهور في أكثر من مناسبة اجتماعية من الفنانين الذين يطغى على أدائهم الفني الارتجالية بعيدا عن النص المكتوب بين يديه، وحدث في شهر رمضان الماضي أن أوقع نفسه في حرج كبير عندما تواترت في حلقات «سكتم بكتم» أسماء شخصيات اجتماعية ورياضية دون وجود مبرر لها في السياق الدرامي. ورغم النجومية التي نالها في السنوات الخمس الأخيرة إلا أنه يقع في مطب تحكمه ثقافة الفنان التي ترتكز على تجربة درامية تراكمية فهو يقع بين فكي البحث عن الفلاشات ومحاولة تقديم نفسه كنجم أوحد للكوميديا السعودية فيضع نفسه في مشاكل لا حصر لها ولن تنتهي إلا بإعادة تقديم نفسه بشخصية تستثمر النجومية التي وصل إليها من خلال سياق سمته الالتزام وعدم التحسس من النقد مما يطرح في الإعلام المحلي الذي أنصفه كثيرا .