لا يزال الوسطاء الأمريكيون يحاولون التوصل إلى طرق للخروج من المأزق الراهن في عملية السلام في الشرق الأوسط، والأمل الكبير هو حدوث انفراجة في الحدود. إذا استطاع الجانبان الاتفاق على تعديلات حول حدود عام 1967، مع تبادل الأراضي بمنح مساحات من الأراضي متساوية للفلسطينيين، بينما يتم ترك ثلاث أو أربع كتل كبرى من المستوطنات داخل الحدود الإسرائيلية المطاطة، فإن الجدل حول تجميد المستوطنات قد ينتهي، وينتقل المفاوضون إلى القضايا النهائية. الأمر المخادع الآخر الذي ظهر على السطح هو إصرار نتنياهو على اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة يهودية، وربما ستكون شرطا مقابل مزيد من تجميد المستوطنات. لكن الفلسطينيين يعترضون على ذلك؛ لأنه في رأيهم، سيجعل قضيتهم حول حق العودة للاجئين غير فعالة، على الرغم من معرفتهم بأنه في حالة التوصل لاتفاق نهائي لن يسمح إلا لعدد رمزي بالعودة لديارهم، وفي نطاق مقبول لإسرائيل. ويخشى الفلسطينيون أن مثل هذا الاعتراف قد يبعد إخوانهم من عرب إسرائيل ليصبحوا مواطنين من الدرجة الثانية. وعلى أية حال، يثق وسطاء من الخارج بشكل عادل أنه يمكن إيجاد صيغة لقبول الطابع اليهودي لإسرائيل، مع إضافات حاسمة لتكريس حقوق المواطنين الإسرائيليين غير اليهود. وعلى النقيض، بدأ الفلسطينيون بقيادة رئيسهم المحاصر محمود عباس، في إدراك أن المأزق قد يستمر، ما دام نتنياهو يبدو كارها لشركائه في ائتلاف حزبه اليميني، وقاموا بحث الأممالمتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية داخل حدود عام 1967، حتى أثناء احتلال إسرائيل عسكريا للمنطقة، وتحاول بعض الحكومات الأوروبية طرح فكرة رفع مكانة فلسطين في الأممالمتحدة من مراقب إلى عضو كامل، فحكومة إسرائيل واثقة، ربما عن حق أن أمريكا ستستخدم حق النقض لمثل هذه الخطوة، لكن فكرة حصولها تجعل بعض الإسرائيليين مضطربين. وباختصار، فإنه ليس واضحا إذا كان باراك أوباما سيتناول معضلة الشرق الأوسط بقوة متجددة، لكن أحزان الفلسطينيين ستتعمق إذا كما يشاع انسحب جورج ميتشل الذي يحترمه الفلسطينيون عن دوره باعتباره المبعوث الرئيسي لأوباما، ليتولى مكانه دنيس روس الذي ينظر إليه منحازا لإسرائيل، ليحتل هذه المكانة المؤثرة، وإذا استمر الجمود ستزداد المطالب الإسرائيلية من أوباما بخطة سلام مفصلة ستميل في الغالب لصالحهم.