تمكن فريق طبي سعودي في «مستشفى النور التخصصي» بمكة المكرمة، من إعادة بصر طفل في ال 12 من عمره، وذلك بعد أن فقده مع معظم الوظائف الحيوية لجسمه الصغير. وأوضح استشاري الأطفال بالمستشفى الدكتور محمد فتني، الذي أشرف على علاج الطفل إن بندر وصل إلى المستشفى قبل نحو 12 يوما، وكان يعاني ارتفاعا في درجة الحرارة وصداعا شديدا، ما أفقده الوظائف الحيوية فضلا عن بصره، فنوم في المستشفى، ليبدأ الفريق الطبي مباشرة حالته. وقال فتني إن بندر فقد القدرة على التحكم في مخارج البراز والبول، إضافة إلى عدم قدرته على الحديث والأكل والحركة، الأمر الذي باشره الفريق المكون من ثلاثة أطباء وطبيبة بصورة مركزة، حيث عملت له أشعة الرنين المغناطيسي لمعرفة السبب وراء هذه الحالة. وتابع «كشفت الأشعة عن إصابة الطفل بمرض نادر لا يصيب الأطفال في الشرق الأوسط، وهو التصلب اللويحي، الذي يؤدي لاختلال في الأعصاب المركزية للمخ بصورة مزمنة تؤثر على أداء وفاعلية نظام المخ، وينتج من ذلك التهاب وهلاك النسيج العازل للخلايا والألياف العصبية داخل المنظومة العصبية: مايلين». وأضاف فتني «بتوفيق من الله، وبعد مرور يومين من العلاج بدأت وظائف جسم بندر الحيوية تستجيب تدريجيا حتى عاد له بصره، وبعد مرور عشرة أيام عادت كل الوظائف الحيوية التي فقدها الطفل للعمل ليبدأ في ممارسة حياته بصورة طبيعية، لكن علاجه سيستمر معه طيلة حياته، لأنه بمجرد قطع الدواء ستعود له الحالة». وأكد فتني أن المستشفى سيوفر لبندر الدواء بشكل دائم. وقالت استشارية المخ والأعصاب في «مستشفى النور التخصصي» الدكتورة هناء قدح إن حالة الطفل من الحالات النادرة ذات العلاج الباهظ «إذ إن أحد الأدوية التي صرفت له يكلف استخدامه لأسبوع واحد 40 ألف ريال»، مضيفة أن هذا المرض يصيب في العادة من تجاوزوا 20 عاما، موضحة أن المستشفى به ما يقارب 80 مصابا بهذه الحالة، بينما يوجد في «مستشفى حراء العام» 145 حالة أخرى. وقدم الطفل بندر شكره للفريق الطبي على العناية التي لقيها. كما شكر مدير المستشفى الدكتور إحسان معاجيني على إشرافه المباشر على حالته، فيما قال معاجيني إنه لفخر كبير أن يصبح «مستشفى النور» رائدا في مباشرة وعلاج الحالات النادرة من خلال أطبائه الأكفاء.