من واقع تجربته الشخصية، طالب ولي أمر أصيب أبناؤه بإعاقات مبكرة، الأسر السعودية بالتعامل مع هذه الفئة بطريقة تمزج بين الود والمثابرة، مشيرا إلى أنه استطاع أن يدرب ابنه على الحركة، حتى تمكن من المشي على قدميه. وشدد مروان عبدالله قاري على هامش محاضرة ألقتها زوجته المحاضرة بكلية التربية بجامعة الملك عبدالعزيز نجوى أصيل في «النادي الأدبي بالجوف» وتناولت فيها تجربتها الشخصية، شدد على أهمية دور الأب في مساعدة الأطفال المعاقين. وذكر قاري أنه كان يقضي، بعد انتهاء ساعات عمله الطويلة في شركة «أرامكو»، بقية يومه في تدريب ابنه المعاق عبدالملك حتى تمكن من المشي والحركة، مشيرا إلى أهمية التدريب للمعاقين والصبر الطويل على ذلك. وحمل قاري المجتمع مسؤولية في التعامل مع الأطفال ذوي القدرات الخاصة، حيث «ينبغي نشر ثقافة التعامل مع المعاقين بطريقة طبيعية»، مشيرا إلى أن أكبر معاناة للمعاق وأهله هي لحظة الخروج إلى المستشفى أو السوق، حيث يقابل الناس المعاق بالشفقة والاستغراب والبعد. وعن الفرق بين مراكز المعاقين في المملكة والأردن، ذكرت نجوى أصيل أن جميع مراكز المعاقين تقدم الرعاية وفقا لظروفها، وأنها لم تكن تنوي قط إرسال ابنها إلى الأردن لولا ولادة طفلتها الأخرى التي كانت بحاجة إلى الرعاية، مشيرة إلى استفادة ابنها عبدالملك من وجوده بالأردن، حيث تعلم الأكل بنفسه بعد أسبوع واحد من إرساله. وفي محاضرتها التي حملت عنوان «تجربتي مع الأطفال المعاقين» بحضور طلاب التربية الخاصة وعضوات وموظفات جمعية الأطفال المعاقين، ذكرت أصيل أن الدول المتقدمة تتسابق لرعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، مضيفة «أنا وزوجي مثل أي زوجين كنا نحلم أن يكون لدينا عدد من الأطفال الأصحاء فهم زينة الحياة الدنيا ولكن الله رزقنا بطفلين من ذوي القدرات الخاصة». وشهدت المحاضرة، التي شارك فيها محاضرون من جامعة الجوف بسكاكا وجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، فضلا عن رئيس النادي إبراهيم الحميد وعميد شؤون المكتبات بجامعة الجوف الدكتور جميل الحميد وعدد من أساتذة التربية الخاصة، مناقشات معمقة حول كيفية الاستفادة من التجارب الناجحة في التعامل مع حالات الإعاقة بين الأطفال، وتعميم فوائدها في المجتمع .