فاجأ طالب بالصف الثالث بمتوسطة الفرعين التابعة لمحافظة أحد رفيدةبعسير، أحدَ معلميه، صباح أمس، عندما أطلق عليه النار من مسدس داخل الفصل وسط دهشة زملائه الذين شاهدوا معلمهم يسقط على الأرض والدماء تنزف منه، فيما لم تبد أية ردة فعل من الجاني الذي لم يحاول الهرب. وكان معلم الاجتماعيات زارب آل عبدالرحمن «36 عاما» منهمكا في بداية الحصة الثانية بالكتابة على السبورة عندما وقف أحد الطلاب وأخرج مسدسا من جيبه، وأطلق عليه عيارا ناريا أصابه في أعلى الورك الأيمن من الخلف نقل على إثره إلى مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بخميس مشيط. وفيما وجه مدير شرطة عسير اللواء عبيد الخماش بالتحقيق في القضية ومعرفة دوافعها وأسبابها، وأشارت معلومات أولية إلى أن الطالب برر تصرفه خلال التحقيق معه برفض المعلم السماح له بالدخول لإحدى الحصص. من جانب آخر أكد الناطق الإعلامي بشرطة منطقة عسير العقيد عبدالله عائض القرني أن الحادث وقع داخل المدرسة وبلغت به الجهات الأمنية بأحد رفيدة، مشيرا إلى أنه تم القبض على الطالب داخل أسوار المدرسة والتحفظ على سلاح الجريمة. أما المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة عسير جلوي كركمان فأشار إلى استقرار صحة المعلم، وذلك عقب الزيارة التي قام بها له رفقة عدد من التربويين. وذكر أنه وجه بالتحقيق في الحادث من الناحية التربوية والتعليمية. من جانب آخر رفض مدير المدرسة سعد الرميح التعليق ل«شمس» على الحادثة. وأكدت مصادر ل« شمس» أن الطالب معروف عنه الهدوء وحسن الأخلاق وعدم تورطه في أي مشكلات سابقة داخل المدرسة، كما لم تكن هناك أية خلافات بينه وبين معلمه. كما أكد عدد من زملاء الطالب «شهود عيان» أنهم أصيبوا بالذهول والصدمة بعد إطلاق النار على معلمهم داخل الفصل في سابقة وصفوها بالخطيرة خاصة أن زميلهم لم يعرف عنه أي ميل لإثارة المتاعب. وقال «ع.ه» إن زميلهم أطلق النار على معلمهم من الخلف بينما كان يكتب على السبورة في بداية الحصة فألجمتنا المفاجأة وخفنا من أن يسدد مسدسه علينا أيضا رغم ثبات أعصابه وعدم تأثره بما أقدم عليه. وأضاف «ي. ق» أنه غير مصدق ما حدث، وقرر عدم العودة إلى المدرسة مرة أخرى « لم أشاهد في حياتي مشهدا كذلك وسيبقى طويلا في ذاكرتي». ووصف معلمه بأنه من أفضل المعلمين أخلاقا وأدبا، كما وصف كذلك زميلهم الجاني بالخلق الرفيع وهذا ما جعل من الحادث لغزا محيرا. إلى ذلك طمأن زارب عبدالله «خال المعلم» على صحته، مشيرا إلى أن الحادث قضاء، لافتا إلى أن الحديث عن إمكانية العفو عن الجاني سابق لأوانه «كل تفكيرنا حاليا هو أن يتماثل زارب للشفاء ويعود إلى عمله من جديد». من جانب آخر أكد المشرف التربوي والباحث النفسي محمد سعيد أن هذا التصرف الذي أقدم عليه الطالب غير مقبول وكارثة في حق التعليم «لا بد أن هناك أمرا غريبا في الموضوع ليصل الأمر بطالب لم يبلغ عمره ال 13 عاما إلى حمل مسدس إلى مدرسته ويطلق النار على معلمه داخل الفصل». وطالب بوقفة جادة لحسم أمر هذا السلوك الخطير جدا لضمان عدم تكراره مستقبلا. كما دعا إلى مراعاة الطالب خاصة في هذه المرحلة السنية؛ لأن مثل هذه القضية قد تقضي على مستقبله تماما. كما نوه بأهمية عقد محاضرات تربوية في المدارس التي تظهر فيها مثل هذه الأعمال حتى يكتسب الطلاب قناعات ذاتية برفض مثل هذه السلوكيات وبأهمية احترام مسرح التعليم والمعلمين .