كشف الحفل الذي أقامته جمعية «الإعاقة الحركية للكبار» أمس الأول بمناسبة اختتام فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للمعوقين بمركز غرناطةبالرياض، كشف عن قدرات هائلة للمعوقين في شتى المجالات تعكس روح الإبداع وقوة الإرادة التي يتحلون بها والتي انتصروا بها على اليأس والاستسلام لنظرات الشفقة والعطف. وكانت جمعية «حركية» نظمت هذا الحفل بمناسبة اليوم العالمي للمعوقين بهدف دمج لذوي الإعاقة مع المجتمع وإبراز مواهبهم وقدراتهم على التفاعل مع محيطهم، وهي أهداف تتناغم مع أهداف الأممالمتحدة التي تؤكد على أهمية نشر الوعي واتخاذ التدابير اللازمة لتحسين حالة المعوقين وإتاحة الفرص لهم على قدم المساواة مع الآخرين وزيادة دمج المعوقين في المجتمع. وأكد عدد من المعوقين ل«شمس» أن الإعاقة حرمتهم بالفعل من حرية الحركة والتنقل بسهولة لكنها منحتهم رصيدا إضافيا في القدرة على التفاعل وتجاوز أقسى الاختبارات، مشيرين إلى أنهم قادرون على الاستقلال بحياتهم، إذا ما وجدوا الدعم المعنوي من الأهل والأصدقاء. وقال سالم الشامان الذي تعرض لحادث مروري عندما كان في سن ال 16 إنه ليس من منسوبي «حركية» ولكنه بدأ يتأقلم مع أعضائها ومن خلال هذه الجمعية بدأ المجتمع يتقبلهم بشكل كبير: «نظرة المجتمع تغيرت إلى الأفضل فلا أحد ينظر إليك إلا ويبتسم وهذا شيء جيد، بالطبع هناك من لا يزال ينظر إلينا نظرة شفقة، والأمر في النهاية ليس مزعجا لكننا نحتاج إلى من يدفعنا للأمام بالتشجيع والدعم المعنوي». الدعم المعنوي وقال عضو مجلس إدارة الجمعية عبدالرحمن الرشيد إنه تعرض لحادث مروري أصابه بشلل نصفي سفلي خضع بعده للعلاج التأهيلي، بعدها رفض الاستسلام لليأس وأصر على إكمال دراسته حتى نال الشهادة الثانوية قبل أن يلتحق بالعمل في المستشفى العسكري مترجما في مركز الأمير سلطان لجراحة القلب. وأكد أن الدعم من الأهل والأصدقاء والعلاج الطبيعي يساعد المعوق على الاستقلال بحياته: «البعض يعتقد أن الإعاقة معناها النهاية.. بالعكس قد تكون بداية جديدة للمعوق». وأشار إلى أن حفل الجمعية يشير إلى أهمية تثقيف المجتمع بمن هو المعوق وما يقدر أن يقوم به: «نحتاج إلى أن يعرف المجتمع أن المعوق مثقف ومنتج ومتعلم، وأن يطلع الناس على ما لديه من إبداعات وابتكارات وأفكار. وبالطبع فإن المعوق يجب أن يكون فعالا ويطلق العنان لنفسه ليخرج كل طاقاته الكامنة فلا إعاقة مع الإرادة». برامج للمعوقين ولفت إلى أن «حركية» عمرها الآن ما يقارب ثلاثة أعوام لكنها نظمت العديد من المهرجانات، وهذا هو الاحتفال الثاني الذي تقيمه بمناسبة اليوم العالمي للإعاقة: «الجمعية لديها العديد من البرامج، ونحن نعمل الآن على سبعة برامج منها الزواج الجماعي للمعوقين، فالعام الماضي زوجنا 102 معوق من الجنسين، وهذا العام ارتفع العدد وتم تزويج 170 معوقا من الجنسين، ونتطلع إلى أن يرتفع الرقم العام المقبل. كما يوجد برنامج «ذرية» لمساعدة الأعضاء الذين لم ينجبوا بإرسالهم إلى بعض المستشفيات التي عقدنا معها اتفاقيات تعاون، حيث يتم عمل حسومات كبيرة خلال مراحل العلاج». وأضاف أن هناك برامج أخرى مثل برنامج المواصلات، وهذا سيدشن قريبا، وهناك عدد من السيارات بالتعاون مع بعض الشركات والبنوك لدعم الجمعية، وأيضا مشروع صيانة الكراسي المتحركة للمعوقين، وكذلك برنامج وقاية، وبرنامج التدريب والتوظيف. مجموعات دعم أما عليان المنصور الذي تعرض لحادث مروري قبل عشرة أعوام وخاض العديد من العمليات الجراحية في الداخل والخارج فأشار إلى أن الإعاقة دفعته للعمل التطوعي في هذا المجال، حيث أسس وشارك في مجموعات تطوعية عديدة، مشيرا إلى أن أول مجموعة انطلقت من الرياض للاحتياجات الخاصة وكان 70 % من أعضائها من المعوقين. وذكرت دلال القحطاني «موظفة في وحدة تقنية المعلومات في جامعة الملك سعود للعلوم الصحية»، أنها أصيبت بشلل أطفال عندما كان عمرها ستة أشهر وخضعت لجراحات كثيرة إلى أن وصلت إلى حالة مستقرة تقريبا وهي في عمر ال13: «استطعت إكمال مسيرتي وأتأقلم مع وضعي وطورت من نفسي ومهاراتي الحركية». وأشارت إلى أن نظرة المجتمع للمعوق مزدوجة، فهم يحاولون لفت انتباه المجتمع عن طريق إبداعاتهم وأفكارهم لتغيير النظرة السلبية عنهم وفي الوقت نفسه يحاولون لفت الجهات المسؤولة بحقوقهم وتفعيل القرارات التي صدرت من أجلهم مثل التأشيرات والسيارات وغيرها». التفاعل مع المجتمع من جانبها قالت المشرفة العامة على الاحتفال بالجمعية نورة السريع إنهم استهدفوا أن يقام الاحتفال في مركز تجاري على أساس أن الفكرة هي دمج المعوقين بالمجتمع: «كشفنا من خلال فعاليات الحفل مهارات المعوقين في الرسم والفن التشكيلي والتصميم ومهارات الكرسي المتحرك، واستهدفنا أن يكون الحفل على المسرح بمشاركة المعوقين الكبار والصغار». وأضاف السريع أن الجمعية تقدم عددا من البرامج أهمها تزويج المعوقين وهو أحد أهم برنامجها السنوية، وكذلك مشروع السيارات لنقل المعوقين والبرنامج السكني للمعوقين. ولفتت إلى أن الاحتفال تضمن محاضرة طبية للدكتور إياد السعدون عن الإعاقات البصرية، وهذه كان لها أثر طيب واستفادة كبيرة لدى المعوقين والحضور، إضافة إلى برامج توعوية وترفيهية، والعديد من الفعاليات الأخرى التي تابعها جمهور كبير أبدى تفاعلا معها .