«الحراج آخر الحلول» هي طاقة أمل مفتوحة أمام كل من يبحث عن سلعة نادرة الوجود أو رخيصة الثمن في وقت ارتفعت فيه الأسعار بشكل كبير ولم يعد بمقدور البعض الخوض في متاهاتها لاقتناعهم التام بأنهم يهدرون وقتهم فقط. وأسواق الحراج هي من أكثر الأسواق الشعبية استقطابا للمتسوقين لتوفيرها على تشكيلة واسعة من السلع والبضائع القديمة والجديد على حد سواء وبأسعار تنافسية. كما أن بها بضائع قديمة لم تعد تصنع أو ندر وجودها وهو ما يضفي قيمة مضافة على تلك الأسواق. وفي الرياض ورغم انتشار الأسواق والمراكز التجارية الحديثة لم يفقد حراج بن قاسم بجنوب الرياض أهميته وتألقه كأحد أهم أسواق المدينة التي تستأثر بأعداد كبيرة من المتسوقين من كافة شرائح المجتمع منذ عشرات السنين. وأكثر ما يلفت النظر أن الحراج يعرض كل شيء تقريبا للبيع مستفيدين من عمليات التخلص المستمرة من الأمتعة ومختلف الأغراض المنزلية والتي تقوم بها بعض الأسر التي ترفض التكديس أو تحتاج إلى تجديد بيوتها أو لدواعي السفر وغيرها من الأسباب. وداخل الحراج ذكر عدد من الباعة ل«شمس» أنهم يجدون أرباحا طيبة من خلال شراء المستعمل وإعادة تأهيله وبيعه من جديد، فيما أكد متسوقون أن الحراج لا يعيدهم خائبين بعد أن سدت الأسواق الأخرى عليهم المنافذ. وقال اليمني محمد قاسم «بائع أثاث منزلي» إنهم متخصصون في شراء الكنب والجلسات الأرضية بأنواعها حيث يقومون بتنظيفها وإصلاح بعض عيوبها من تمزقات وغيرها ثم يعيدون تغليفها وعرضها للبيع بأسعار كبيرة، لكنها لا تصل إلى نصف سعر الجديد، مشيرا إلى أن أسعار الكنب لديهم تتفاوت من 200 ريال إلى ألف ريال كأقصى حد وللأنواع الفخمة. ولفت إلى أن غالبية المتسوقين هم من المقيمين. أما أبو عبدالعزيز «متسوق» فقد حضر إلى الحراج للبحث عن «رجل مغسلة يدين» من النوع الفخم فشل في العثور عليها في المحال الكبيرة خلال جولة استغرقت شهرا «لم أجد نفس اللون والمقاس نظرا لأنها كانت من بين أكثر من خمس مغاسل متجاورة بنفس الحجم واللون حتى أنني كنت على وشك تبديل طقم المغاسل كلها إلا أن أحد الأصدقاء أشار علي بالذهاب إلى حراج بن قاسم وبالفعل وجدت هذه القطعة مستعملة عند أحد الباعة لكنها بنفس المواصفات التي أطلبها وبمبلغ 20 ريالا فقط، بينما سعرها الحقيقي أضعاف هذا المبلغ. حقيقة دهشت من سعرها ومن وجودها أصلا، لقد كان الحراج آخر فرصة لي قبل تغيير الطقم بأكمله، لكنه الآن سيصبح أول الحلول. أما رحمة الله مجيب «بائع الملابس المستعملة» فذكر أن بضاعتهم تشهد إقبالا خاصة من بعض المقيمين، مشيرا إلى أن أكثر الأيام مبيعا هما الخميس والجمعة.