بينما يستعد الناس لاستقبال موسم الشتاء بتوفير معينات الدفء من أجهزة تدفئة وحطب وملابس ثقيلة وغيرها، أخذت بعض سيدات القصيم في الاستعداد بشكل مغاير بتجهيز العديد من الأطعمة الشعبية في المنازل، والتي يكثر الإقبال عليها في هذا الفصل؛ لأنها تمنح الجسم الطاقة والحيوية ومنها الجريش والقرصان والمطازيز والحنيني والكليجا وكذلك مشروب الزنجبيل الساخن صاحب الشعبية الأولى في المنطقة شتاء بعد خلطه بالزعفران والنعناع والليمون. وتستغل بعض المتخصصات في الطبخ جهل كثير من المطاعم بكيفية إعداد تلك الأطعمة أو إعدادها بإتقان في زيادة إنتاجهن الذي أصبح مصدر دخل مقدر لأسرهن، فقد أشارت إحدى السيدات المشهورات بصناعة الكليجا والمعمول في بريدة إلى أن دخلها الشهري وصل في بعض الأحيان إلى 70 ألف ريال. كما أن بعض المحال التجارية المتخصصة بالشعبيات تستعين بإنتاج البيوت القصيمية من الكليجا ومعمول التمر والحلويات. عمل متكامل ولا تعمل السيدات وحدهن بل يشركن معهن كل أفراد الأسرة في جهد مشترك، حيث تقوم البنات في بعض المنازل باستقبال الطلبات ثم يأتي دور الأب أو الابن بشراء ما يحتجنه من مكونات من السوق ثم توصيل الطلبات للزبائن. وقالت إحدى البائعات «رفضت نشر اسمها» إن طلبات الزبائن كثيرة جدا خصوصا في أيام نهاية الأسبوع حيث تكثر المناسبات الاجتماعية في الاستراحات والمخيمات. ولفتت إلى أن هامش الربح من البيع جيد ويشجع على الاستمرار في العمل؛ « عملي في المنزل أزاح عن كاهلي تكاليف استئجار المحل والرخص والسجل التجاري وغير ذلك من إجراءات تستنزف وقتا ومالا». وأشارت إلى أن جميع أفراد أسرتها يعملون معها فزوجها الذي يعمل مستخدما في إحدى المدارس يساعدها في المساء بشراء المواد واستقبال الطلبات عبر الهاتف أما ابنها فيقوم بالتوصيل للزبائن فيما تهرع بناتها لمساعدتها فور عودتهن من مدرستهن. مشروب الشتاء أما لطيفة بائعة الزنجبيل فقالت إنها تنشط فقط في الشتاء لأن الناس تقبل على هذا المشروب بشكل كبير، «استثمرت غرفة مهجورة في فناء المنزل وجهزتها لطحن الزنجبيل وخلطه ببعض المواد ذات النكهات المتنوعة ثم تعليبها بأحجام مختلفة وبيعها بأسعار تبدأ من 15 25 ريالا». وأشارت إلى أنها لا تنتظر الناس ليأتوا إلى منزلها لشراء منتجها بل بادرت بالاتفاق مع عدد من أصحاب محال المكسرات والتموينات لإمدادهم بالكميات اللازمة.