من الصعب تحديد ما هو أسرع في التدهور: هل قدرة الحكومة الباكستانية على التعامل مع مشكلات البلاد المتعددة، أو علاقتها الشائكة والمتناقضة مع الولاياتالمتحدة، فقد شهدت الأسابيع الماضية زيادة في حدة التوتر بينهما، بعد أن توغلت قوات الناتو في باكستان مرتين بطريقة غير رسمية، وقتل جنديان باكستانيان في إحداهما، ما تسبب في رد فعل سريع. وكاستجابة لتزايد الغضب الشعبي بسبب هجمات الطائرات من دون طيار عبر الحدود من قبل القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان وأيضا ما كشفه كتاب صدر أخيرا «لبوب وود وارد» بأن هناك ثلاثة آلاف من عملاء الاستخبارات الأمريكية نشطين فى المناطق القبلية، أغلقت باكستان طريق الإمداد الرئيسي أمام قوافل الناتو. وقال وزير الداخلية رهان مالك: «يتعين علينا أن نرى ما إذا كنا حلفاء أم أعداء». ومنذ ذلك الحين تحولت الأمور للأسوأ، وبما أنها غير قادرة على الوصول إلى معبر تركهام الرئيسي في ممر خيبر، أصبحت قوافل الناتو التي تجلب ما يصل إلى 80 % من الإمدادات اللازمة من قبل القوات الدولية في أفغانستان من كراتشي في الجنوب عرضة للهجمات. ومنذ إغلاق الحدود وقعت ست هجمات شنها مقاتلو طالبان على القوافل، من بينها قوة مكونة من 14 مسلحا يستقلون ثلاث شاحنات، حيث أطلقوا النار على مجموعة كبيرة من ناقلات الوقود بالقرب من كويتا وأضرموا النيران على الأقل في عشر ناقلات وقتلوا أحد السائقين. وهذا يعكس عدم اكتراث الحكومة الواضح أو حتى قبولها للهجمات، وصرح أحد أفراد الشرطة المحلية قائلا إن الأمر يرجع للناتو في توفير الأمن لقوافله. وبالنظر إلى تزايد الغضب الشعبي بسبب التعدي على سيادة البلاد، فمن غير المحتمل أن يقل التوتر، وهناك احتمالية حقيقية وخطيرة بانهيار العلاقات بين أمريكا وباكستان.