هذا نص يطيب غوره، ولكن يصعب احتواؤه، وسبكه، ونقل أخباره. بشكل أو بآخر قرأت «خاتم» لرجاء عالم كرحلة إلى ما وراء الجسد، إلى تجاوز الجسد، ولكن ذلك لا يتم بإنكاره بل بمزيد من الاكتشاف له، ممكناته وحدوده وطاقاته، وحواسه! كل رحلة للحاسة هي رحلة للذات، الإيمان بأن «هناك أغنية مختبئة في كل شيء» والرحلة التي تقطعها البطلة «خاتم» للتعرف على جميع أغاني الكون، بما في ذلك أغنيات الجسد، أغنية الرأس وأغنية الجوف وأغنية القلب و... ينتهي بها الأمر لكي يلتحم جسدها بجسد العود فتستحيل آلة موسيقية! رجاء عالم بارعة في مخاطبة حواس القارئ لتجعل أبطالها أكثر حقيقية ومعقولية وإقناعا، فثمة خطاب مطول في النص يخص الأذن «هناك أغنية مختبئة في كل شيء» في الجرادة والرأس والبئر والريح والقلب.. كل أصوات العالم جديرة بالاكتشاف واللذة والرقص! وثمة خطاب يخص الذوق أحيانا، فخاتم تكتشف كيف تستطيع أن «تسمع بشفتيها»، بكل ما يحمله السمع هنا من دلالات التلقي، والتجاوب، والاحتواء. عوضا عن ذلك تجيء لغة رجاء مشحونة باللون، السماء والأرض وما بينهما.. كل لون يجيء بدلالة، كل صوت يجيء بحياة، كل شيء يصب في الأبطال ليفاقم من حقيقيتهم وأصالتهم. بثينة العيسى من يتذكر دروس البلاغة والنقد في أول ثانوي؟ أنا كنت أكرهها ولا أطيقها رغم حبي للغة العربية إلا أن كثرة التشبيهات تستفزني، فما بالكم بكتاب من أوله لآخره عبارة عن تشبيهات؟! أنا فعلا لم أفهم الكتاب ولم أستوعب القصة «ربما الخلل من عندي». القصة تدور حول خاتم المولود الذي ولد لأسرة يحلمون بالذكور تشير الأم بصمت عند ولادته إلى جنس المولود للأب فقط وبعد ذلك يبقى لغزا طوال الكتاب هل هو فتاة أم ذكر؟ عاش أو عاشت حياة الإناث حتى بلغت التاسعة فبدأت بالخروج بهيئة ذكر مع أبيها وربيبه «ابن عمتها من الرضاعة».. وتظل طوال القصة تتقلب بين هاتين الشخصيتين فلا تعرف هل هي أنثى أراد أبوها من خلالها الشعور بحصوله على ابن من صلبه أم ذكر كان أبوه يخاف عليه من العين فرباه على أنه أنثى؟ المفروض في نهاية الكتاب أن تظهر الحقيقة لكنني فعلا ولكثرة الأسلوب البلاغي لم أفهم ولم أتأكد من شيء! ربما لا تستحق النجمتين لكن أكثر ما أعجبني هو الوصف الجميل لمكة وحواريها القديمة وعادات أهل مكة في الزواجات وفي صياغة الذهب والحجار وغيره مما يصفه الكتاب. Donabilla هل كتابة الرواية هي طلاسم مطلوب من القارئ فك رموزها، أم هي محاولة لتجسيد واقع بكل ما فيه من كبت وفرح وألم؟ هذه الأحجيات الرتيبة الفظة فقط أقرؤها مع رجاء عالم. وكأن اللغة هي استعراض للعضلات خالية من أي ذوق وتشويق. Odai Alsaeed