كان أسبوع عيد الأضحى المبارك فأل خير على سوق الخضار والفاكهة في الرياض ومعظم مناطق المملكة، حيث شهدت خلال هذا الأسبوع انخفاضا كبيرا يصل إلى ما نسبته 40 %، وذلك بعد أن لامست أصناف عديدة حاجز ال100 ريال للصندوق كالطماطم مثلا.. وفي الوقت الذي طالب فيه الكثير من المواطنين بضرورة تدخل وزارة التجارة والصناعة وأمانات المناطق وجمعية حماية المستهلك. لم تشهد أرض الواقع تحركا ملحوظا في هذا الخصوص، حيث أكدت كل جهة عدم اختصاصها في هذا الموضوع، ما جعل المواطن يجابه الغلاء وحده، وكان لزاما عليه أن يرضى بالسعر الذي يفرضه عليه التجار في ظل تأكيداتهم أنهم يشترون بأسعار مبالغ فيها، بالتالي هم يبيعون بغلاء. «شمس» تجولت في سوق الخضار «شمال الرياض» أمس، والتقت الباعة الذين أكدوا عودة الأسعار إلى طبيعتها، يقول مبروك عاتق «صاحب مبسط» إن الأسعار عادت كما كانت بعد الارتفاع الذي شهدته السوق الأسابيع الماضية، وأصبح بالإمكان شراء الخضار والفواكه بأسعار معقولة جدا: «هناك عدد كبير من الخضراوات والفواكه انخفضت أسعارها، عدا الليمون الذي بقي كما كان ولم يتأثر بانخفاض الأصناف الأخرى، رغم أن هناك إقبالا جيدا من المتسوقين عليها، فارتفاع صنف لا يعني امتناع الناس عن شراء الفاكهة، ما نأمله هو أن يعود الهدوء مجددا إلى السوق لنحقق أرباحا فقد تكبدنا خسائر بسبب الارتفاعات المتوالية خلال الفترة الماضية». زيادة تجار وأضاف بركات علي «صاحب بسطة»: «قبيل العيد وبالتحديد خلال موسم الحج كانت السوق تشهد ارتفاعا ملحوظا، والآن هناك نزول في الأسعار».. ويشر إلى أن الزيادة لم تكن مرتبطة بشكل رئيسي بالفاكهة وندرتها إنما بالتجار الذين فضلوا الذهاب بأغلب منتوجاتهم إلى مكةالمكرمة للاستفادة من موسم الحج؛ حيث أصبحت الخضار والفواكه محدودة لدينا في السوق ولم يبق لنا إلا القليل منها، خاصة أن الرياض تحتضن عددا كبيرا من الأسواق مثل سوق الشمال وسوق الربوة وعتيقة، وبسبب ذلك ارتفعت الأسعار، لكنها الآن عادت إلى الهبوط مجددا، فيما تبقى الزنجبيل بنفس سعره السابق بسبب دخول موسم الشتاء»، واستغرب بركات من وضع السوق: «عندما ترتفع الأسعار تشهد السوق إقبالا كبيرا، وعندما تنخفض فإن المشترين يعزفون عن عمليات الشراء». استقرار تام وأضاف عبدالله الرشيدي أن الأسعار استقرت أخيرا بعد الارتفاعات المبالغ فيها أخيرا: «هناك إقبال جيد على أسواق الخضار من قبل المواطنين، وتتراوح فائدة بيع الخضار والفواكه لدينا بمكسب متوسط نحو 600 ريال يوميا، وذلك في الأوقات العادية، أما عندما ترتفع الأسعار فنتعرض أحيانا للخسارة لعدم الإقبال على الشراء، مما يعرض الفاكهة والخضار إلى التلف بالتالي نضطر إلى التخلص منها دون فائدة». وتمنى الرشيدي أن تستقر الأسعار في سوق الخضار خصوصا من الموردين، موضحا أن الكثير من العاملين في السوق هم من فئة الشباب الذين يحتاجون إلى الدعم والتشجيع لمواصلة مشوارهم. المستورد أغلى وأكد عبيد العديني «صاحب بسطة» أن السوق لا تتوقف إطلاقا سواء ارتفعت الأسعار أو انخفضت: «كل وقت وله زبائنه، فالمبيعات لا تتوقف والناس لا تتخلى عن الفاكهة والخضار، بدليل أن الطماطم عندما ارتفعت ولامس الصندوق الكبير حاجز ال100 ريال لم يعزف الناس عن شرائها لأنه لا يوجد بديل عنها». وأضاف أنه ضد ارتفاع الأسعار المبالغ فيه لكن الفاكهة حالها حال الأصناف الأخرى تتأثر بالمواسم فترتفع وتنخفض، وأشار إلى وجود ناتج محلي بلدي وناتج محمي مستورد: «الناتج المحلي أسعاره مناسبة وفي متناول الجميع، أما المستورد فهو مكلف نوعا ما لوجود زيادة في الاستيراد ونسبة تتحصل عليها الشركات والموردون، ونحن نتعامل في منتوجات الوطن التي نلاقي إقبالا عليها من الجميع» .