جميع الذين تابعوا مسيرة زعيمة المعارضة البورمية أونج سان سو كيي خلال فترة الحرية القصيرة التي تمتعت بها انتظروا وقتا طويلا للحظة إطلالتها التي كانت مليئة بالبهجة وعدم اليقين بشأن المستقبل. الملايين في جميع أنحاء العالم دهشوا من هذه المرأة الحازمة والشجاعة، التي تحملت لما يقرب من عقدين متاعب الحبس بكل كرامة، ومع ذلك يقفز إلى الذهن سؤال: هل الإفراج عنها إشارة إلى أن التغيير القادم إلى بورما، كما حدث مع نيلسون مانديلا في جنوب إفريقيا؟ لقد قالت إنها ستكون قادرة على قيادة ثورة الشعب ضد السلطة، كما فعلت كورازون أكينو في الفلبين في عام 1986، وفاكلاف هافيل في تشيكوسلوفاكيا في عام 1989، هل لها بالعودة إلى الحياة العامة في بورما وإحداث فجر جديد من الممارسة السياسية أم سيعود الظلام؟ هناك العديد من الأسباب لخيبة أمل والخوف من الجديد، ولكن أيا كان التأثير النهائي لإطلاق سراحها، فهناك العديد من الحجج ضد احتمال استعادة الديمقراطية في بورما، ولكن رغم ذلك فإن الصور الأولى لإطلاق سراحها تذكرنا بقوة حفز مثالية من الشجاعة الشخصية والهدف الأخلاقي. الزعماء السياسيون ينبغي أن يجسدوا القيم الأخلاقية الأساسية للمجتمعات بصورة عادلة ومنصفة ومتسامحة ترفض أن تموت. ومع ذلك فما زلنا نأمل في التوصل إلى تلك السياسة التي تتمسك بالإنسانية والعدالة ضد الجشع والعنف. بالنسبة للكثيرين، فإن احتمالات توفر مثل هذه القيادة تبدو بعيدة المنال. ولكن معظمنا يؤمن بأن الكفاح من أجل المطالبات الأخلاقية لقادتنا يوصلنا لتغيير الواقع السياسي. ولذلك لا بد أن تأتي قوة خارقة من أولئك الأفراد الذين يبدون شجاعة شخصية يتحدون صعوبات جمة من أجل التغيير وتعزيز القيم الأخلاقية في العملية السياسية.