ترتفع وتيرة التضخم بمنهج متصاعد ويضرب جميع منتجات السوق، ليصعد بالأسعار بعيدا عن متناول المستهلكين ويضعف قوتهم الشرائية، وذلك في ظل غياب للرقابة على مؤشرات الأسعار التي عصفت بجيوب المواطنين الذين ما إن تنفسوا صعداء رحيل الصيف وكثرة مناسباته الاجتماعية حتى أطل شهر رمضان الذي تكثر فيه المتطلبات المنزلية، ويحل بعده موسم العودة للمدارس، وعقبه عيد الأضحى المبارك الذي صدمهم بغلاء أسعار الماشية التى ارتفعت بنسبة 200 %. ولعل قاطني منطقة عسير مع موعد آخر من الغلاء في أسواق الفحم والحطب، في وقت تشهد فيه إقبالا كبيرا وطلبا متزايدا على الفحم والحطب مع بدء موجات البرد القارس التي بدأت تضرب مرتفعات وجبال عسير وتجتاح المنطقة موجة برد عارمة، ما يزيد معه طلب وحاجة السكان إلى التدفئة في المنازل والاستراحات، غير أن السوق اتجه بأسعاره عاليا. ارتفاع قياسي في سوق الحطب بأبها وصل سعر حزمة الحطب إلى 60 ريالا بعد أن كان سعرها لا يتجاوز 20 ريالا، أي بزيادة 200 %، كما ارتفع سعر حمولة القلاب من الحطب إلى 2500 ريال ليحقق بذلك ارتفاعا قياسيا كبيرا بعد أن كانت في الماضي لا تتجاوز 1500 ريال، وأشار عدد من بائعي الحطب إلى أن هذا الارتفاع سيستمر خلال موسم البرد، وهو الفترة التي ينشط فيها سوق الفحم والحطب فيما تظل باقي شهور السنة في ركود تام، وعلل ارتفاع الأسعار إلى قلة مواقع الاحتطاب وصعوبة صناعة الفحم التي تتطلب جهودا كبيرة وساعات طويلة وشاقة. ويوضح حسين المعشي أن صناعة الفحم وجلب الحطب مكلف ومتعب ومرهق جدا «هو بالتأكيد صناعة وإنتاج محلي، لكن الغلاء الذي سيطر على كل شيء يلزم أن يلقي بظلاله على هذه السوق، فحتى نحن لنا نصيب في الغلاء وغلاء منتجتنا، فهذا موسمنا كأي موسم سبق في استثماره مثل الصيف ورمضان وأسواق المواشي وهكذا»، ويضيف « الأسعار الحالية سوف ترتفع مع ارتفاع وتيرة البرد». تحديد الأسعار فيما يرى بندر الجابري، أحد المتسوقين «ما يحدث من ارتفاع كبير في الأسعار ليس غريبا أن يطول الحطب والفحم كما مر قبل أيام على أسواق المواشي، فهذه جزئيات تكاملية، لا غريب فيها، ولكن لعلي هنا أتساءل: لماذا ومتى تحدد الأسعار في كل شيء؟ حتى يكون المواطن على بينة من أمره ويعرف كم يخصص موازنة أسرته بدلا من هذه التناقضات الكبيرة، فحتى الإنتاج المحلي الذي ليس عليه متاعب يشهد غلاء ووحشية أكثر، وهذا أمر مؤسف تماما». ويتابع الجابري «أطالب بتحديد وتقييم الأسعار حتى يكون المواطن على دراية تامة، ويحق له تقديم الشكوى في حالات وجود مخالفة». ويقول علي الحطابي، أحد بائعي الفحم الأسود إن عملهم شاق وسعره الحالي لا يوازي ولو جزءا بسيطا من أتعابه، فهو يوقد عليه النار ويدفنه تحت الأرض لمدة أسبوع حتى يصبح فحما كاملا، وذلك لبيعه وتقديمه في السوق، إضافة إلى أن منع الاحتطاب الذي أقرته وزارة الزراعة في كثير من المناطق أضر كثيرا بمنتجي الفحم والحطب .