لكون هذه الأيام أيام عيد، فأينما يول المرء وجهه يشاهد إعلانات ترويجية، وكل هذه الإعلانات مترافق معها هدايا، لكن هل هذه الهدايا والسحوبات التي تعتزم الجهات إعطاءها حقيقية؟ أم هي مجرد أوهام مشابهة لتلك المتعلقة برسائل الهاتف المحمول التي تتحفنا بها القنوات الفضائية؟ الجوائز الوهمية بات تتشكل جزءا من ثقافة الناس لدينا، فأحيانا نأكل في مطعم، ويبلغنا المحاسب أن هناك هدية سيارة، وأن علينا كتابة الاسم ورقم الهاتف للدخول في السحب، وتشاهد من بجوارك يكتب، وآخر يطلب قلما، وحين سؤاله عن توقعاته حول الجائزة، وهل يمكن الفوز بها؟ يبلغك بثقة أنها مجرد كذبة، وحين سؤاله مرة أخرى حول الحماسة التي تنتابه وهو يملأ نموذج الاشتراك، يفيدك أن السبب يرجع إلى إمكانية أن تكون الجائزة حقيقة، لكنه يعاود التأكيد على أنها لو كانت حقيقة، فلن يفوز بها؛ لأنه عاثر الحظ أساسا! هذا بالنسبة للجوائز في المطاعم والمحلات التي لا تتطلب مالا للاشتراك فيها، لكن هناك جوائز القنوات التليفزيونية التي تبدأ ب«أرسل رسالة فارغة، وستفوز بجائزة لإجابتك على السؤال»! واللافت أنه لا يوجد سؤال، والمطلوب رسالة فارغة، والوعد أنك ستفوز، ومع ذلك يوجد من يرسل، ويعتقد أنه سيفوز، وبعد أيام تجده يصم هذه القناة بالاحتيال، لأن رصيده ذهب ولم يفز، ثم يبحث عن أخرى، وهكذا، ينام ويصحو على حلم أن يحقق المليون في سحب الكمبيوتر العادل. الخلاصة: لم أصادف قريبا أو صديقا أو زميلا أعرفه حق المعرفة قال لي إنه فاز في هذه المسابقات، ولعل ذلك يرجع إلى أنه لا يوجد فائز أساسا، أو أن «القرادة» التي تعني سوء الحظ، سمة أصيلة فيمن أعرفهم، بالنسبة لي الخيار الأول أقرب، فالذي أعرفه أن «القرادة» حالة عامة، وليست في المسابقات فقط.