تبرز خلال موسم الحج وفي نهايته علامات استفهام كبيرة متكررة، تتمثل في توعية الحجاج حتى لا تعود أخطاؤهم مرة أخرى، بل مرات، والمسؤولية ليست على السعودية وحدها.. فما علاقتها بحاج قادم من إفريقيا أو آسيا في توعيته ووقت إقامته محدد؟ لماذا لا تتدخل الجهات ذات العلاقة مثل منظمة المؤتمر الإسلامي في ذلك، أو تناقش المسألة خلال مؤتمرات القمم الإسلامية أو وزارات ولقاءات أخرى، بشرط تفعيل القرارات لتكون مؤثرة وتنعكس على أداء الحاج للفريضة. القضية تتطلب إنشاء مراكز في الدول الإسلامية تكون مهمتها توعية الحاج بشكل مؤثر؛ حتى لا يصل إلى الديار المقدسة إلا بعد حصوله على شهادة أو تقرير موثق بالموافقة على الحج، وإذا كان وزراء خارجية الدول الإسلامية قد قرروا منذ سنوات أعداد الحجاج حسب سكان كل دولة، فإنه من المهم إيجاد حل لأزمة وعي الحجاج الذي يؤدي فقدانه إلى موت وإعاقة، رغم الجهود الكبيرة المتواصلة التي تبذلها المملكة في سبيل راحة ضيوف الرحمن. بوعي مفقود جاء الحاج، وبعشوائية ولا مبالاة تمارسهما دول لا تتعاون بالقدر الذي تقدمه المملكة للقادمين إليها لتأدية الفريضة.. صحيح أن هناك من يفرح للموت في أطهر البقاع ويسعى إليه، لكن هذا لا يعني أن تتحول هذه الفكرة إلى ممارسة تصل في نهايته إلى تدافع وموت. يقظة: * بعض مكاتب حملات الحج تساهم بفوضوية فيما يحدث؛ لأنها تسعى إلى إهمال الحاج ليجد نفسه في متاهة.. نجاحها فقط في التأثير على الحاج بسرعة الانتهاء من الحج و«اللحاق» بالطائرة وسيارات النقل، بل يصل الأمر إلى التدافع وحمل الأمتعة وغيرها من المخالفات التي تؤدي إلى الدهس والموت، إلى جانب ظواهر سلبية مثل الافتراش والتسول والانتظار الطويل للسفر وغير ذلك، تتكرر المظاهر كل عام، وتشكل لجان لدراستها من جانب واحد «الآخر»، بينما المتسبب فيها غائب ولا يتجاوب.