عيدٌ جديدٌ هلّ محملا بنسائم المحبة، ورسائل غفران وتسامح، عيدٌ تخلى فيه سكان الرياض عن مدينتهم شرقا وغربا بحثا عن فرح مختلف، وتخلت فيه الرياض عن الترفيه المجاني لمن بقي معها، الرياض كعاصمة كبيرة تكاد تحتوي جميع أطياف المملكة، من مواطنين ومقيمين، تبحث عنها فتجد كل المدن تستوطنها والعادات، بطبقات اجتماعية مختلفة، يتشاركون همّ المدينة، وهموم هذا العيد، ولا يسعك إلا أن تراقب بعيون أكبر ما يحدث حولك، فلا تتفاجأ إن حدث وتعرضت لموقف مثل: أن يطرق جارك بابك يوم عرفة سائلا عن «500» ريال ليستطيع أن يُسعِد أطفاله بالعيد. أن يبلغ سعر الخروف أكثر من راتب موظف الأمن «سيكيوريتي» خلال شهر كامل! أن تقف على باب دارك صباح العيد في الشارع لتنتظر جيرانك أن تتبادلوا «لحمة العيد»، لتكتشف أن الجميع يقف مثلك ولم يستطع أيهم أن يذبح خروفا! أن تتحسر على «عيد زمان»، وأنت لا تذكر منه سوى «العيدية» بضعة ريالات، ولكن تملأ بها جيوبك من عند البقالة أو تلعب بها، في حين ال 200 ريال لا يفرح بها أطفال اليوم؛ فهي بالكاد ثمن لعبة بلاي ستيشن! ألا تملك ما يكفيك لمنتصف الشهر، وتبحث عن فرحة عيد لأسرتك بالمجان، فلا تجد سوى حدائق الخط السريع أو بر الثمامة! أن تستقبل أكثر من 100 رسالة معايدة «مفبركة» بعبارات السجع على جوالك، وتفتقد لرسالة بسيطة تقول «عيدك مبارك يا فلان». أن يتم اجتثاث أغنيات العيد لفرقة «أطفال المدينة»، واستبدالها بأناشيد باللهجة الشامية! فاليوم عيد، وكل عام وأنتم بخير.