ربما يرى الكثير أن تصريح رئيس نادي النصر الاستفزازي تجاه الاتحاديين الذي أثار غضب جماهيره وإعلامييه أكثر من إدارة النادي ومركزه الإعلامي الذين لا يجرؤون إلا على من يسدي لهم النصيحة حول أخطائهم.. أما أعضاء الشرف فحدث ولا حرج فهم «.... وفي الحروب نعامة». لكنني أرى تصريح رئيس نادي نجران هو أحد أقوى وأذكى التصريحات وأكثرها تهكما على تباين عقوبات لجنة الاحتراف. فرئيس النادي آل مسلم عندما انتقد التحكيم في الجولة الماضية على طريقة مدرب الاتحاد جوزيه «المناطقية» أخذت اللجنة تغلي وهي تلوح بإصدار عقوبة مالية حسب اللوائح عليه، ولولا لطف المسؤول لما تحولت إلى لفت نظر.. لعلمه أنه تغاضى عن معاقبة رئيس ناد شوح ولوح في وجه الحكم وأزبد وأرعد.. وقال الكثير عن التحكيم ولجنته. لذا لم يجد رئيس نجران وسيلة للالتفاف حول قرارات اللجنة على طريقة «من وجد له حيلة فليحتال» عقب مباراة فريقه الدورية أمام الهلال، أمس الأول، رغم استيائه من حكم المباراة المرداس سوى تمجيد وتبجيل حكم المباراة بأنه لم يخطئ أبدا في قراراته، ووصف لجنته بالأفضل والأبرز؛ لذا لا أخفيكم سرا أنني ضحكت من أعماق قلبي حينها، وأنا أتخيل لجنة الانضباط وهي في موقف محرج عن كيفية خروجهم منه لو فكروا في معاقبته أو في حال صمتهم؛ لأنه لا يحاسب على النوايا سوى الله. في المقابل لم تكن جماهير نادي نجران أقل ذكاء من رئيسها عندما كررت ما فعلته جماهير الأهلي في مباراته أمام الشباب مع الحكم نفسه بإشهار «الفلوس».. وكأنها تقول للجنة الانضباط التي رفضت معاقبة جماهير الأهلي كون اللقطة غير موثقة ما تقدروا تعاقبونا.. فنحن مثلهم. ولكن الأكثر طرافة تعليق رئيس نجران آل مسلم وكأنه يريد أن يزيد من رفع ضغط اللجنة بطريقة غير مباشرة وهو يؤكد للمذيع الذي سأله عن الحادثة مشيرا إلى أنهم فعلوا ذلك تأكيدا منهم على دعمهم لإدارة النادي في أزمتها المالية وقال ذهبت إليهم أي الجماهير وقلت لهم إن الأزمة ستحل في أقرب وقت. شخصيا أصدقكم القول لدي قناعة منذ أعوام أننا لن نتطور قيد أنملة إذا كنا نضع اللوائح والأنظمة ولا نطبقها نصا أو نستقوي بها على الضعيف أو قليل النفوذ.. ولن أزيد حتى لا أغضب أحدا أكثر من اللازم رغم أنني أدرك أنني أتكلم عن مصلحة عامة لبلدي ورياضة بلدي وشباب بلدي. وكل عام وأنتم بألف خير.