من القبائل العربية القديمة التي نزحت من جنوب الجزيرة العربية إلى إفريقيا الشرقية، ويسميها الأحباش باسم «الدناكل» تارة و«العفار» تارة أخرى. ويعد الشعب العفري من أقدم الشعوب التي استقرت في منطقة القرن الإفريقي منذ آلاف السنين، وهم يوجدون في كل من جيبوتي وإثيوبيا وإريتريا ضمن قومية مشتركة لا يفصلها إلا حدود مصطنعة رسخها الاستعمار لا يعترف بها أحد من العفاريين. وعلى الرغم من انعزالهم عن العالمين العربي والإسلامي الذي ينتمون إليه، يقدس العفاريون الأواصر الاجتماعية والتمازج القومي إذ تجمعهم صلة الرحم والدين واللغة والعادات والتقاليد والثقافة مع أنهم يواجهون ظروفا عديدة قاسية بعد أن ألمت بهم كوارث طبيعية وبشرية أثرت كثيرا في حياتهم الاجتماعية والسياسية والدينية. ويتم تنظيم العشائر والأسر إلى فئات في القبيلة، ويحترف أبناء العفر الرعي والزراعة وصيد الأسماك واستخراج الأحجار الكريمة من منطقة البحر الأحمر، وعرف عن الشعب العفري كرمه وزهده وشجاعته وتعامله الطيب مع من يحيطون به. ومن سجاياهم شظف العيش والصبر على المكاره، ويمتازون بالقوة البدنية والشجاعة النادرة، ويميلون بفطرتهم إلى القتال، وهم صيادون ماهرون، ويحترفون رعاية المواشي من الإبل والغنم، فينتجعون المراعي متنقلين من مكان إلى آخر في طلب الكلأ. ويسكن العفاريون في خيم مصنوعة من الحصير مغطاة بالقصب، وتقع على عاتق النساء العفاريات مهام تأمين الغذاء من حلب الأبقار والأغنام وتزويد المياه للبيت وبيع الملح المستخرج من الصحراء وبيع الحليب والجلود في الأسواق القريبة.