أكدت النقابة العامة للسيارات بدء التحقيق حول أسباب ترك أحد السائقين حافلته بأعلى طلعة الفلق المخصصة لمواقف حافلات النقل الجماعي بالمنطقة المركزية للحرم بمكةالمكرمة دون التأكد من وقوفها في وضعية أمان وهو ما أدى إلى تدحرجها، أمس الأول، ودهسها لثلاث حاجات سوريات، توفيت إحداهن على الفور، ونقلت اثنتان إلى العناية المركزة بمستشفى الملك فيصل بحي الششة، حيث لا تزالان تحت العناية الطبية الفائقة. وأوضح الأمين العام لهيئة نقابة السيارات المشرف على العلاقات العامة والإعلام بالنقابة، مروان زبيدي، أن هناك أخطاء وتجاوزات من قبل السائقين، لافتا إلى ضرورة إيجاد معاهد تتبع لإدارة المرور لتعليم الشباب قواعد قيادة الحافلات وإخضاعهم إلى دورات تأهيلية. وأشار إلى أن السائقين الحاليين خضعوا لدورات تدريبية غير أن نسبة الحضور لم تتجاوز 40 % وأن أغلب السائقين يجهلون قواعد المرور، ولا يلتزمون بما هو مطلوب منهم في التريث والتمهل لإعطاء الحجاج المشاة حقهم في الطريق. وعزا زبيدي عزوف الشباب السعودي عن العمل في قيادة حافلات نقل الحجاج إلى عدم اقتناعهم بالوظائف الموسمية ومشقة المهنة. وشدد زبيدي على أن إدارة المرور والهيئة لا يتوانيان في المحاسبة الدقيقة لكل من تصدر منه هذه المخالفات وغيرها مما يعكر صفو الحجاج. وفي ذات السياق، اعترف عدد من السائقين بعدم إلمامهم بأنظمة وقواعد المرور في المملكة، وبالطرق والمخارج والمداخل من جسور وأنفاق داخل المدن، غير الطرق السريعة بين مكة والمدينة وجدة. وذكر السائق محمد مصطفى أنه فوجئ بعدم دراية المرشد الذي يرافقه بالطرق ومحاولته الاستدلال بالخرائط المتوافرة، وهو ما يجعل من عملية الوصول في الموعد المحدد أمرا في غاية الصعوبة. وأضاف أن هناك بعض السائقين يعاني أمراض الضغط والسكر ما يجعلهم يعيشون مواقف صعبة في التعامل مع الآخرين والتكيف مع ظروف وأجواء العمل وما يصاحب الحج من زحام وكثافة بشرية ومرورية. ويشاطره الرأي زميله أحمد علي مبينا أن الشركات تتحمل جزءا من الإخفاق من خلال إلزام السائقين بأعباء إضافية تتمثل في مضاعفة ساعات العمل الأمر الذي يحرمهم من الراحة ويجعلهم يدخلون دوامة السهر المتواصل وبالتالي يفقدون التركيز أثناء القيادة وهو ما يؤدي إلى وقوع الحوادث القاتلة.