تعد السودان أكبر دولة في إفريقيا، وإن كان قد يصبح في القريب دولتين. إن العد التنازلي لاستقلال جنوب السودان قد بدأ. يبقى فقط أن نعلم إذا كان المولد الحتمي لدولة جديدة سيتم من خلال الحرب أم السلام، ولقد أعربت الولاياتالمتحدة صراحة عن قلقها من استئناف النزاع بين الشمال والجنوب والذي قد يتسبب في قتل ملايين من المواطنين»، وفقا لما قاله أوباما. هذا، ومن المقرر إجراء استفتاء حول الحكم الذاتي في التاسع من شهر يناير المقبل، ولكن لم يتم الإعداد له بعد. وقد اعترف المتحدث الرسمي لمجلس الأمن إبان زيارته للسودان أخيرا قائلا: «إن الوقت ضيق بصورة كبيرة لوضع جدول الأعمال، وتنظيم الاستفتاء إلا أنه من الممكن تحقيق ذلك». ما المتوقع؟ تجدر الإشارة إلى أن اتفاقيات نيروبي للسلام الموقعة في يناير من عام 2005 التي وضعت حدا لحرب أهلية بين الشمال والجنوب السوداني دامت 22 عاما، قضت بأن تكون هناك فترة انتقالية لستة أعوام، وأن يتمتع الجنوب بحكم ذاتي موسع، ويجعل التقسيم العادل للسلطة والثروات - وبصورة أساسية - إنتاج البترول لنصف مليون برميل يوميا يجعل من الوحدة أكثر جاذبية بالنسبة للجنوبيين الذين تمت دعوتهم إلى الاستفتاء بعد ستة أعوام. ولكن سكان الجنوب لم يروا أي تحسن في معيشتهم في جوبا العاصمة المقبلة، مع غياب الهياكل لإنفاق الأموال القادمة من البترول والمجتمع الدولي، فهم لا يزالون يعزون فقرهم إلى الشمال الذي يضع العراقيل أمام الاستفتاء بكافة السبل من أجل دفع الجنوب إلى الوقوع في الخطأ، أي إعلان الاستقلال أحادي الجانب، الأمر الذي ستتبعه حتما حرب وما يصاحبها من رهان أساسي يتعلق بترسيم الحدود بين الشمال والجنوب مرورا بإقليم أبيي البترولي، حيث يتعين إجراء استفتاء داخل الاستفتاء. هذا، وقد أخذ معسكر الجنوب التهديد على محمل جدي، فقد ضاعف من مشترياته من الأسلحة أخيرا. كما بدأ سلفا كير في التصالح مع معارضيه في الجنوب حتى يمكن أن يخلق جبهة موحدة في حالة وقوع نزاع.. وتعترض كافة الدول الإفريقية فيما عدا «أوغندا وكينيا» على عملية الانفصال التي تعد بمثابة وصمة عار.