وضعت قوات الدفاع المدني المشاركة في تنفيذ خطة تدابير مواجهة الطوارئ خلال موسم الحج لهذا العام من خلال وحدات الرصد وتحليل المخاطر، خطة على مدار الساعة لمراقبة سلامة شبكة أنفاق السيارات والمشاة في العاصمة المقدسة والمشاعر وقياس مستويات تلوث الهواء بها. وأوضح رئيس قسم الرصد الكيميائي بقيادة الدفاع المدني في منى العقيد عبدالله الصفيان، قيام مجموعات متخصصة بأعمال المسح الوقائي من ضباط الدفاع المدني لمتابعة خلو شبكة الأنفاق بالعاصمة المقدسة والمشاعر من أي ملوثات ضارة يمكن أن تهدد سلامة الحجيج وإبلاغ غرف عمليات الدفاع المدني في حال اكتشافها لتوجيه الوحدات الميدانية المتخصصة في التعامل مع هذه النوعية من حالات الطوارئ. وأشار إلى تركيز مجموعات الرصد على تسعة أنفاق منها ستة مخصصة للسيارات وثلاثة للمشاة، وهي التي تشهد زحاما خلال أيام الحج، إضافة إلى منشأة الجمرات والمنطقة المحيطة بمسجد الخيف ومنطقة المجازر، وذلك باستخدام تقنيات الرصد اليدوية والأجهزة الإلكترونية، مبينا أن أعمال الرصد بالأنفاق تشمل المواد الصناعية أو الكيميائية السامة والغازات المنبعثة عن احتراق وقود الشاحنات الخاصة بنقل الحجاج. وكشف العقيد الصفيان عن شمولية خطة حماية الأنفاق لمنع الدخول إليها واستبدالها بطرق بديلة بالتنسيق مع وحدات المرور وعدد من الجهات المعنية، كما تتضمن اختصاصات فرق الرصد التأكد من سلامة أنظمة الإثارة والتهوية وشبكات تصريف مياه الأمطار وسلامة مخارج الطوارئ وإزالة أي عوائق بها. وذكر أنه في حالات سقوط الأمطار الغزيرة فإن هناك خطة تفصيلية لإغلاق شبكة الأنفاق تماما لتجنب المخاطر في حال وصول المياه بكميات كبيرة إليها. وأكد العقيد الصفيان أن قرار منع دخول السيارات الصغيرة إلى المشاعر ساهم في خفض درجة الخطورة داخل الأنفاق، وسهل عمليات التدخل في حالات الطوارئ بها بما في ذلك إمكانية استحداث نقاط لمنع دخول السيارات للأنفاق في حال زيادة عدد المشاة عن الحدود المسموح بها وتحويل مسار السيارات إلى طرق أخرى للسيطرة على معدلات الغازات داخل الأنفاق بما لا يؤثر في سلامة الحجيج. وحول إجراءات مواجهة حوادث تلوث هواء الأنفاق، أوضح المسؤول عن وحدة التدخل في حالات المواد الخطرة بقوات الدفاع المدني بالحج الملازم فهد الزهراني، أن قوات الطوارئ الخاصة تمتلك منظومة من التجهيزات والآليات المتخصصة في التعامل مع حوادث تسرب الغازات السامة أو المواد الكيماوية والإشعاعية، تشمل سيارات لتهوية الأنفاق وشاحنات تحتوي على 125 معدة للتطهير منها جهاز «iTX»، وجهاز «FTG 40» والخاص بالتلوث الإشعاعي، وجهاز «MDS» الذي يتم تثبيته على السيارات أو الطائرات لرصد المناطق الملوثة وتحديد نطاق التلوث. وبين أنه تم تجهيز الحماية الشخصية لرجال الدفاع المدني التي تمكنهم من الدخول إلى كافة المواقع وأداء مهامهم في مكافحة المواد الخطرة سواء كانت غازات سامة أو خانقة أو سوائل كيماوية أو تلوث بمواد مشعة. وأشار الملازم الزهراني إلى أن جميع أعضاء فريق التدخل في حوادث المواد الخطرة من الضباط والأفراد اجتازوا دورات تدريبية متخصصة داخل المملكة وخارجها للارتقاء بقدراتهم في التعامل مع هذه الحوادث. من جهة أخرى، أكد المدير العام الدفاع للمدني الفريق سعد التويجري، تكامل خطط واستعدادات قوات الدفاع المدني المشاركة في تنفيذ خطة تدابير مواجهة الطوارئ خلال موسم الحج وشموليتها لكافة المخاطر الافتراضية التي تم رصدها على أرض الواقع، مبينا اتباع الدقة والواقعية في إعداد الخطط لحماية سلامة ضيوف الرحمن والقدرة على التخطيط العلمي بعيدا عن الاجتهادات أو المجاملات. وشدد خلال حديثه في اللقاء السنوي مع قادة قوات الدفاع المدني المشاركة في أعمال الحج والذي عقد في مقر المديرية العامة للدفاع المدني بالعاصمة المقدسة، أمس، على ضخامة المسؤولية المنوطة برجال الدفاع المدني في التصدي لكل المخاطر المرتبطة باجتماع أعداد كبيرة من الحجاج الذين تتعدد لغاتهم وجنسياتهم وتتباين عاداتهم وتقاليدهم في أماكن محددة ومواعيد واحدة. وطالب الفريق التويجري ببذل أقصى جهد واستشعار شرف العمل في خدمة ضيوف الرحمن في تنفيذ المهام الموكلة إليهم من ولاة الأمر، والاستفادة من الإمكانات الضخمة التي وفرتها الدولة لتيسير مناسك الحج لملايين الحجاج. من جهته، عرض قائد قوات الدفاع المدني بالحج اللواء سليمان العمرو، جوانب من الاستعدادات لتنفيذ خطة الدفاع المدني خلال موسم الحج والتي شملت أعمال المسح الميداني للمواقع الخطرة واستكمال الإجراءات الخاصة بالإسناد والإيواء، وتفقد متطلبات السلامة في مساكن الحجاج ومخيماتهم، ونشر وحدات الدفاع المدني لخدمة مشروع قطار المشاعر، وتنفيذ عدد من التدريبات الفرضية لقياس سرعة الاستجابة في التعامل مع المخاطر .