أن تقوم بمراقبة «قوت» و«صحة» الناس، فأنت على شفا حفرة لا ترحم، فكل تهاون أو تقصير هو جريمة بحق «روح بشرية»، وما دامت الحسرة نصيب الكثيرين منا نتيجة تحذيرات «هيئة الغذاء والدواء الأمريكية» ونشاطها وحرصها على مواطنيها، وافتقادنا لمثلها هنا، لتكون هيئة الغذاء والدواء السعودية وقت نشأتها «مثار تندر» مسبق كونها «لن تهش ولن تنش» في سوق المملكة الضخم والمنتجات والأدوية التي تهطل يوميا عليه، وسطوة أصحاب المال والنفوذ على السوق وضغطهم تجاه التغاضي عن المخالفات إما بإتلافها في صمت أو عدم استيرادها مرة أخرى، وفي أسوأ الأحوال «خلاص.. مارح نعودها». أن تكتشف فجأة المنتجات «المسرطنة وغيرها» التي يتم تداولها بشكل يومي من حولك، هو أمر مفجع، وخصمك تاجر لا يرحم أو يتنازل بسهولة، يملك الملايين من الدولارات ولن يرضخ لخسارة بعضها بسبب «رقابة أو مخالفة»، ولعل الحرب التي شنتها شركة «بيجون» اليابانية ضد الهيئة التي وصلت إلى درجة الاتهامات المبطنة توضح حجم المسؤولية الملقاة على عاتق هيئة الغذاء والدواء كبيرة، سواء كانت رقابية أو إشرافية أو توعوية. وما أسجله هنا أيضا إعجابي الكبير بموقعهم الإلكتروني السهل الممتنع، بأقسامه ومحتواه الغني، فكما يحب الكتاب والصحفيون النقد، واجب علينا أن نقول «يعطيكم العافية»، ونتطلع للأفضل منكم. لا أعرف تحديدا من سن مبدأ عدم التشهير بالمخالفين، خصوصا «الهوامير الكبار»، حتى أصبحنا نتبلد بعد كل خبر عن حظر أو منع منتج ما أو دواء ما «شهير» تليه عبارة «تحتفظ الجريدة باسمه»، وتتوالى الاتصالات على مكتب الجريدة لكشف المستور عمدا، قلت: نتبلد.. لأننا اعتدنا هذا الوضع تقريبا رغم مناشدات العديد بالتشهير بمن لم يخف الله فينا، وسعى وراء ربح طائل أو تصريف بضاعة فحسب، شكرا لهيئة الغذاء والدواء مرة أخرى شجاعتها في كشف المخالفين بالأسماء والصور، ليت بعض الجهات الحكومية تقتدي، فهكذا العمل وإلا.. فارقدوا! مدد: لا تلق دهرك إلا غير مكترث ما دام يصحب فيه روحك البدن